الخميس 14 أغسطس 2025
spot_img

قمم أوروبية مكثفة لإنقاذ أوكرانيا من صفقة ترمب وبوتين المحتملة

spot_img

تتصاعد الضغوط الأوروبية قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في أنكريدج، ألاسكا، حيث تسعى أوروبا لضمان عدم تهميش مصالحها في أي اتفاق محتمل بشأن الأزمة الأوكرانية.

قمة أمريكية روسية

تأتي هذه التحركات بعد أن رفض ترمب دعوات لضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة الثنائية، مؤكداً أن زيلينسكي شارك في اجتماعات عديدة سابقاً دون تحقيق نتائج ملموسة، ومعرباً عن أمله في اجتماع ثلاثي مستقبلي.

تحركات دبلوماسية مكثفة

في المقابل، كثف القادة الأوروبيون جهودهم الدبلوماسية، حيث من المقرر أن يشهد اليوم تتويجاً لهذه الجهود من خلال ثلاث قمم، تركز على تقديم الدعم لأوكرانيا وتوفير ضمانات أمنية قوية لها.

تحالف الراغبين يدعم أوكرانيا

القمة الأولى تجمع قادة “تحالف الراغبين”، الذي يضم نحو 30 دولة، بدعوة من الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني، ويهدف إلى توفير الدعم لأوكرانيا، خاصة “الضمانات الأمنية” التي تطالب بها كييف.

ضمانات أمنية أوروبية

القمة الثانية ستضم القادة الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي، لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا وطموحات روسيا في السيطرة على مناطق أوكرانية محتلة.

اجتماع استراتيجي حاسم

أما القمة الأهم، بمبادرة من المستشار الألماني، ستجمع الرئيس ترمب ونائبه وستة قادة أوروبيين الأكثر انخراطاً في الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وبمشاركة زيلينسكي.

تحديات ومستقبل أوروبا

يهدف هذا الاجتماع الاستراتيجي إلى تناول التحديات الرئيسية التي تحدد مستقبل أوكرانيا والقارة الأوروبية بأكملها، وسط تأكيد زيلينسكي على أن بلاده لن تتنازل عن أراضيها لروسيا.

مقترحات أوروبية بديلة

تسعى أوروبا للتعرف على توقعات ترمب من لقائه مع بوتين وتقديم “مقترحات” في شكل “خطة بديلة”، تم إيصالها إلى نائبه خلال اجتماع في لندن، مع تحديد “الخطوط الحمراء” التي يرون أن على الرئيس الأميركي عدم تجاوزها.

مخاوف أوروبية من اتفاق ثنائي

الهدف الرئيسي للأوروبيين هو التأكد من أن ترمب لن يتفاوض مع بوتين على اتفاق ثنائي يضرب بعرض الحائط المصالح الأوكرانية والأوروبية، بما في ذلك الاعتراف بالمكاسب الروسية في أوكرانيا.

تحذير من المخادع بوتين

يحرص الأوروبيون على تحذير ترمب مما قد يعرضه بوتين، الذي يصفه زيلينسكي بـ”المخادع”، مع التأكيد على أن السلام يجب أن يُبنى مع أوكرانيا، لا أن يُفرض عليها، وأن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون حراً وذا سيادة.

الحفاظ على دور أوروبي فعال

يسعى الأوروبيون لتجنب “تهميشهم” وإبعادهم عن المحادثات، وقد أعلن ترمب أنه سيُطلع الأوروبيين وزيلينسكي على نتائج قمته مع بوتين فور انتهائها.

موقف “الضمانات الأمنية”

يهتم الأوروبيون بمعرفة موقف ترمب من مطلب “الضمانات الأمنية”، حيث تربط دول رئيسية مشاركتها في القوة التي قد ترابط على الأراضي الأوكرانية بحصولها على “ضمانات أميركية”، الأمر الذي لم يلتزم به ترمب حتى الآن.

نجاح محدود للقمة

يرى العديد من المحللين أن حظوظ نجاح قمة الجمعة “محدودة” وأنها “غير مضمونة النتائج”، وهو تخوف يشاركه البيت الأبيض.

تنازلات أوكرانية محتملة

أشار ترمب إلى أنه يتوقع “محادثات بناءة” مع بوتين، لكنه أبدى تخوفه من الوصول إلى طريق مسدود إذا لم تقبل أوكرانيا، المدعومة أوروبياً، ما يخطط له من تنازل عن شبه جزيرة القرم ومنطقة الدونباس وربما أيضاً عن مناطق أخرى.

خطأ في فهم بوتين

ذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن لقاء بوتين بمبعوث ترمب قد يكون شجع الأخير على قبول القمة مع الرئيس الروسي، لكن هذا التشجيع استند إلى “خطأ” في فهم مطالب بوتين.

تبادل أراضٍ محتمل

تقول “لو فيغارو” إنه “تبيّن لاحقاً أن ويتكوف كان مخطئاً تماماً في هذا الشأن، وأن موسكو لن تتنازل عن سنتيمتر واحد من هذين الإقليمين، بل إنها تطالب بالسيطرة على كامل منطقة دونباس مقابل موافقتها فقط… على وقف إطلاق نار بسيط”

قمة استشرافية

في أي حال، لا يتوقع ترمب أن تأتي القمة بنتائج حاسمة، ووصفها بـ”الاستشرافية”، بينما يرى البعض أن مصلحة بوتين تكمن في “إعطاء شيء ما” لترمب لإبقائه إلى جانبه، ولتحميل أوكرانيا مسؤولية الفشل إذا أصرت على رفض التنازل عن بعض أراضيها.

سيناريو محتمل للحل

التصور الأرجح أن يقبل بوتين سحب قواته من مساحات محددة مقابل سيطرته التامة على مناطق أخرى، ما سيوفر لترمب إمكانية الحديث عن “تبادل للأراضي”.

غموض وترقب أوروبي

يبدو من الصعوبة بمكان توقُّع ما سيحدث في ألاسكا وما ستكون عليه ردة فعل ترمب، ما يقلق شركاءه الأوروبيين. لذا، فإن هؤلاء يرون في قمم اليوم “الفرصة الأخيرة” لجذبه إلى معسكرهم الذي لا يحيد عن مرتكزاته.

شروط أوروبية للسلام

أول المرتكزات رفض تغيير الحدود الدولية بالقوة واعتبار أن أي “سلام عادل ودائم” يجب أن يحترم القانون الدولي. أما المفاوضات فلن تكون ممكنة إلا في إطار وقف إطلاق نار أو خفض الأعمال العدائية. فهل سيأخذ ترمب ببعض شروط أوروبا أم أنه عازم على السير بخطته حتى النهاية؟ الجواب سيتضح قريباً.

اقرأ أيضا

اخترنا لك