وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع الأوكراني، يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً حاسماً يوم الجمعة المقبل في ألاسكا، لبحث سبل تحقيق السلام ووقف إطلاق النار، في خطوة تأتي بعد جولات مكثفة من المحادثات بين الجانبين.
قمة مرتقبة في ألاسكا
يأتي هذا اللقاء المرتقب بعد إعلان الرئيس ترمب عن تحديد موعد نهائي لروسيا للموافقة على وقف إطلاق النار، مهدداً بعقوبات إضافية في حال عدم الاستجابة، في ظل مساعيه الحثيثة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
الجدير بالذكر أن الجولات الثلاث من المحادثات الروسية الأوكرانية التي توسطت فيها الولايات المتحدة هذا الصيف لم تحقق تقدماً ملموساً نحو السلام.
أسباب اللقاء بين الزعيمين
يعكس هذا الاجتماع إصرار الرئيس ترمب على إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، وهو الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، مؤكداً أن الحرب “ما كانت لتحدث أبداً” لو كان رئيساً وقت الغزو الروسي.
وفي تصريح سابق، أعرب ترمب عن “خيبة أمله” من بوتين، ما دفعه لتحديد 8 أغسطس موعداً نهائياً للموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا سيواجه عقوبات أمريكية مشددة.
محادثات تمهيدية في موسكو
سبق الإعلان عن القمة، إجراء المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف محادثات “مثمرة للغاية” مع الرئيس بوتين في موسكو يوم الأربعاء الماضي، مما مهد الطريق لهذا الاجتماع الرفيع المستوى.
موقف أوكرانيا من القمة
أعرب مسؤول في البيت الأبيض عن استعداد ترمب لعقد اجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أن القمة الحالية ستقتصر على الجانبين الأمريكي والروسي، نزولاً عند رغبة الرئيس بوتين.
وفي المقابل، أكد الرئيس زيلينسكي أن أي اتفاقات يتم التوصل إليها دون مشاركة كييف ستكون “قرارات ميتة”، معبراً عن رفضه لفكرة “تبادل الأراضي” بين موسكو وكييف.
تأكيدات أوكرانية
شدد زيلينسكي على أن بلاده “لن تكافئ روسيا على ما ارتكبته”، مؤكداً أن “أي قرارات ضدنا، أي قرارات دون مشاركة أوكرانيا، هي أيضاً قرارات ضد السلام”.
من جهته، لمح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى إمكانية انضمام زيلينسكي إلى المحادثات في وقت لاحق، مشيراً إلى أن لقاء زيلينسكي ببوتين قبل قمة ألاسكا لن يكون “مثمراً”.
أهمية اختيار ألاسكا
أعلن ترمب عن عقد اللقاء في 15 أغسطس في “ولاية ألاسكا العظيمة”، دون الكشف عن المكان الدقيق، في خطوة تحمل رمزية تاريخية، حيث اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا عام 1868.
ووصف مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، اختيار ألاسكا بأنه “منطقي تماماً”، مؤكداً أن البلدين جاران، يفصل بينهما مضيق بيرينغ.
آخر ظهور دبلوماسي لألاسكا
يذكر أن ألاسكا استضافت حدثاً دبلوماسياً بارزاً في مارس 2021، عندما التقى الفريق الدبلوماسي والأمني لإدارة جو بايدن بنظرائهم الصينيين في أنكوريج، في اجتماع اتسم بالتوتر.
تطلعات ومطالب الأطراف
يأمل الرئيس ترمب في التوصل إلى اتفاق “لوقف القتال” قريباً، وتشير التقارير إلى أنه طرح أفكاراً حول ما قد يلزم الطرفين للموافقة على وقف إطلاق النار.
في المقابل، تصر أوكرانيا على رفض سيطرة روسيا على المناطق التي استولت عليها، وعلى رأسها شبه جزيرة القرم، بينما لم يتراجع بوتين عن مطالبه الإقليمية وتلك المتعلقة بحياد أوكرانيا وحجم جيشها المستقبلي.
مقترحات أمريكية لإنهاء الصراع
تسعى إدارة ترمب لإقناع القادة الأوروبيين بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالسيطرة على شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس شرق أوكرانيا، مقابل تخلي روسيا عن منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين.