أصدرت وزارة الزراعة المصرية بيانًا يحدد الأسباب العلمية لنفوق الأسماك في مزارع بحيرة المنزلة، بعد حدوث حملة واسعة من التفاعل والقلق بين المواطنين وصيادي المنطقة.
شهدت مزارع بحيرة المنزلة في محافظة الدقهلية، شمال مصر، مؤخرًا ظاهرة نفوق جماعي للأسماك، مما أثار قلق المواطنين وصيادي المنطقة. أعرب الصيادون عن مخاوفهم من تأثير هذه الظاهرة على أسعار الأسماك وسوق العمل المحلي.
وأوضح جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية أن نفوق الأسماك هو ظاهرة طبيعية نتيجة للتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة القياسية، حيث تتأثر الأسماك، المعروفة بأنها “ذوات دم بارد”، بشكل مباشر بهذه التغيرات.
أسباب نفوق الأسماك
وأشار البيان إلى أن الأنواع البحرية المستزرعة في مصر، مثل الدنيس والقاروص واللوت، تتطلب درجة حرارة مياه تتراوح بين 20 و24 درجة مئوية. وأي تغيير في هذه الحرارة يؤثر سلبًا على نمو الأسماك وقدرتها على مقاومة تغير المواصفات المائية والأمراض.
ولفت الجهاز إلى أن موجات الحر الشديدة التي شهدتها المنطقة أدت إلى ارتفاع درجة حرارة المياه فوق المستويات المناسبة، مما تسبب في إجهاد الأسماك وبالتالي نفوقها.
تأثير درجات الحرارة
تسبب ارتفاع درجات الحرارة أيضًا في نقص الأكسجين، حيث انخفضت نسبة الأكسجين المذاب في الماء وارتفعت نسب الأمونيا. هذا التغيير يؤثر سلبًا على صحة الأسماك، بالإضافة إلى ارتفاع كثافة الأسماك في المزارع مقارنة بالبيئات الطبيعية.
تُعد بحيرة المنزلة، الواقعة بين محافظات الدقهلية ودمياط وبورسعيد، واحدة من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، والمصدر الرئيسي للثروة السمكية، حيث تساهم بنحو 15-20% من إنتاج الأسماك في البلاد.
التحديات المستمرة
منذ عام 2017، شهدت البحيرة مشروعًا قوميًا لتطوير البحيرات الطبيعية تضمن إزالة التعديات وتحسين جودة المياه. هذا ساهم في ظهور أنواع أسماك جديدة وزيادة الإنتاج، إلا أن البحيرة تواجه تحديات مستمرة مثل التلوث والتغيرات المناخية وارتفاع تكاليف التشغيل.
وفقًا للتقارير، تؤثر التغيرات المناخية العالمية، بما فيها موجات الحر وتغير مواصفات المياه، بشكل كبير على الثروة السمكية في مصر، التي تعتمد على تسعة بحيرات طبيعية، بما في ذلك بحيرة المنزلة، بالإضافة إلى المزارع السمكية.