رفض قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، وذلك خلال جلسة مطولة للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر “الكابنيت” استمرت نحو 10 ساعات.
معارضة واسعة للخطة
لم يقتصر الرفض على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بل شمل رئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس جهاز الموساد، ونائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومسؤول ملف الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي، الذين رأوا أن هناك بدائل أفضل للضغط عسكريًا على حركة حماس.
مخاطر على الأسرى
اتفق القادة الأمنيون على أن احتلال غزة يعرض حياة المختطفين الإسرائيليين للخطر، وهو ما لم يقنع نتنياهو. دفع ذلك الغالبية للتصويت على خطة للسيطرة التدريجية على مدينة غزة، مع الاستمرار في تقديم المساعدات للمناطق الأخرى.
تحذيرات من المقربين
عبر تساحي هنغبي، المقرب من نتنياهو، عن استغرابه من تأييد مقولة “الكل أو لا شيء”، مؤكدًا أنه غير مستعد للتخلي عن إنقاذ الرهائن، وأن وقف إطلاق النار يتيح فرصة لإنقاذ عشرة منهم على الأقل.
دعم لرئيس الأركان
أيد هنغبي موقف رئيس الأركان الذي واجه انتقادات من الوزراء، معارضًا بذلك نتنياهو، مؤكدًا أن السيطرة على غزة تعرض حياة الرهائن للخطر.
تنديد دولي واسع
رغم المعارضة، صادق “الكابنيت” بأغلبية على الخطة، ما أثار تنديدًا دوليًا من بريطانيا وألمانيا وأستراليا ودول أخرى. الموقف الألماني بتجميد تصدير الأسلحة التي قد تستخدم في حرب غزة، يعتبر الأخطر كونه يأتي من حليف أوروبي مهم لإسرائيل.
ألمانيا وتصدير الأسلحة
تعتبر ألمانيا ثاني أكبر دولة تصدر الأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، التي منح رئيسها دونالد ترمب الضوء الأخضر لتل أبيب لحماية أمنها.
مناورة نتنياهو لكسب الوقت
تشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن قرار “الكابنيت” لا يعني احتلالاً كاملاً لغزة، وأن العملية قد تستغرق وقتًا حتى أكتوبر المقبل، مع ترجيح إجراء مفاوضات في النهاية، وأن الخطة وُضعت بطريقة تسمح بإيقافها في أي مرحلة، وأن نتنياهو “ناور للحفاظ على حكومته وكسب الوقت”.
تأثير التأجيل والضغوط
لا يُعرف كيف سيؤثر تأجيل العملية على إمكانية إيقافها بفعل الضغوط الدولية والعربية والوسطاء، إضافة إلى التحركات الداخلية المتزايدة في إسرائيل.
مخاوف أهالي المختطفين
أعرب أهالي المختطفين عن مخاوفهم من تأثير العملية على حياة أبنائهم، مطالبين الجمهور الإسرائيلي بالنزول إلى الشوارع والانضمام إلى خطوات “نضالية” لإعادة أبنائهم، بعدما تخلت عنهم الحكومة، مع دعوات لإغلاق الاقتصاد الإسرائيلي والانضمام للمسيرات الاحتجاجية.
تحرك الفنانين والمثقفين
وقع أكثر من 2300 فنان وشخصية ثقافية إسرائيلية على عريضتين تدعوان إلى وقف الحرب في غزة، ووقف قتل الأطفال والمدنيين، وتجويع وتهجير السكان، وتدمير المدن، ووقف ارتكاب جرائم الحرب، ما دفع وزير الثقافة والرياضة لمهاجمة الموقعين ووصف رسالتهم بـ”المخزية”.
إدانة فلسطينية للخطة
جددت الرئاسة الفلسطينية إدانتها للخطة الإسرائيلية، مؤكدة أن السياسات الإسرائيلية المتمثلة في إعادة احتلال غزة ومحاولات ضم الضفة الغربية وتهويد القدس، ستغلق كل أبواب تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
مسؤولية المجتمع الدولي
طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بإلزام إسرائيل بوقف العدوان وإدخال المساعدات، والعمل على تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة. كما طالبت الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها في عدم السماح لإسرائيل بتوسيع الحرب، ووقف إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.