في تصعيد خطير للأحداث، تواجه إسرائيل إدانات عربية ودولية واسعة النطاق، على خلفية خططها لتوسيع سيطرتها العسكرية على قطاع غزة، وتهجير محتمل لسكان المدينة. المطالبات تتصاعد بوقف فوري لهذه الخطط، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية محتملة وتداعيات إقليمية وخيمة.
تحذيرات رئاسية فلسطينية
طالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بالتدخل العاجل لمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها في غزة. نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة، دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووقف “الغزو الإسرائيلي” الذي لن يحقق الأمن والاستقرار.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة قرارات الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أنها تهدف إلى تهجير سكان القطاع وارتكاب المزيد من “المجازر وعمليات التدمير”. هذه التصريحات تعكس قلقًا عميقًا إزاء مستقبل غزة وسكانها في ظل التصعيد الحالي.
رفض أردني قاطع
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض بلاده “القاطع” للخطة الإسرائيلية لتوسيع السيطرة العسكرية على قطاع غزة. شدد الملك عبد الله، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن الأردن يبذل جهودًا كبيرة لإيصال المساعدات الإغاثية إلى أهالي غزة “بكل الطرق الممكنة، ودون اعتراض أو تأخير”.
“حماس”: جريمة حرب
وصفت حركة “حماس” القرار الإسرائيلي بـ”جريمة حرب مكتملة الأركان” تهدد حياة نحو مليون شخص، وتنذر بالتضحية بالرهائن المحتجزين في القطاع. الحركة حذرت من أن هذه “المغامرة الإجرامية” ستكلف إسرائيل “أثماناً باهظة”.
إدانة سعودية شديدة
نددت السعودية بأقوى العبارات بقرار إسرائيل احتلال غزة، وأدانت “إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي” ضد الفلسطينيين. وزارة الخارجية السعودية أكدت أن هذه “الأفكار والقرارات اللاإنسانية” تؤكد أن إسرائيل “لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض”.
وحذرت المملكة من أن استمرار عجز المجتمع الدولي عن وقف الاعتداءات الإسرائيلية يقوض أسس النظام الدولي ويهدد الأمن والسلم إقليميًا وعالميًا. وطالبت باتخاذ مواقف “فعلية، حازمة ورادعة” لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، وتمكين حل الدولتين.
الأمم المتحدة تطالب بالوقف
طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بالوقف “الفوري” للخطة الإسرائيلية. وحذر من أنها ستؤدي إلى مزيد من “النزوح القسري الجماعي والقتل والمعاناة البشعة”، داعياً إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بالكامل ودون قيود إلى غزة.
مجلس التعاون الخليجي يحذر
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، أن القرار الإسرائيلي يمثل “تحدياً صارخاً لإرادة المجتمع الدولي، وانتهاكاً فاضحاً” للقوانين الدولية. وشدد على أن هذا التصعيد يقوض جهود السلام، ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
موقف مصري ثابت
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره الفلسطيني محمود عباس رفض القاهرة “القاطع” لتهجير الفلسطينيين. وشدد على “موقف مصر الثابت والداعم للشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى استمرار الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات.
وزارة الخارجية المصرية حذرت من أن سياسة التجويع والقتل الممنهج ضد الفلسطينيين ستؤجج الصراع وتنشر التطرف. وعدّت أن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى “ترسيخ احتلالها غير الشرعي” للأراضي الفلسطينية، و”القضاء على كل مقومات حياة الشعب الفلسطيني”.
الجامعة العربية تدين
أدان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، القرار الإسرائيلي، مؤكدًا أن الجامعة حذرت مراراً من “مغبة ترك الحبل على غاربه لإسرائيل لتخوض حربها الإجرامية الجنونية ضد الشعب الفلسطيني”. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم “لوقف هذا المسلسل الدموي”.