في أعقاب قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (“الكابنيت”) بالموافقة على احتلال كامل لقطاع غزة، تصاعد الغضب في صفوف عائلات المحتجزين وحركات الاحتجاج، وتعهدت بمحاربة الحكومة وإسقاطها. الآلاف شاركوا في مظاهرات عمت البلاد، مطالبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ”الحرب الجنونية”.
مظاهرات عارمة
شهدت إسرائيل خروج أكثر من 100 مظاهرة بمشاركة آلاف الإسرائيليين، حيث توجه المتظاهرون إلى مقري السفارة الأمريكية في تل أبيب والقدس، مطالبين ترامب بالضغط على نتنياهو لوقف التصعيد وإنقاذ المحتجزين.
رفع المتظاهرون شعارات تستنجد بالرئيس الأمريكي، مؤكدين على قدرته على التأثير على قرارات نتنياهو، واتهموه بتغليب مصالحه الشخصية والحزبية على حياة الإسرائيليين.
رفض قرار الاحتلال
أعلنت هيئة عائلات المخطوفين رفضها القاطع لقرار الاحتلال، واعتبرته حكمًا بالإعدام على المحتجزين وتخليًا رسميًا عنهم، مناشدةً التوصل إلى صفقة شاملة لوقف “الإجراء الخطير”.
في كيبوتس نير عوز، الأكثر تضررًا من هجوم 7 أكتوبر، ألغى السكان برنامج ترميم المنازل احتجاجًا على قرار “الكابنيت”، معتبرين إياه “حكمًا بالإعدام” على المحتجزين.
توتر في اجتماع “الكابنيت”
عقد “الكابنيت” جلسة استمرت 10 ساعات وسط أجواء متوترة، حيث هاجم الوزراء الجيش بسبب ما اعتبروه “تراخيًا” في احتلال القطاع.
رد رئيس الأركان بأن الاحتلال الكامل يشكل خطرًا على حياة المحتجزين والجنود، ويهدد بإغلاق باب المفاوضات، لكن نتنياهو أصر على الاحتلال.
خطة تدريجية للاحتلال
تم الاتفاق على منح الجيش شهرين للاستعداد للاحتلال، مع البدء بتطويق ثلاث مناطق ودفع السكان إلى الجنوب، وشن العملية العسكرية بشكل تدريجي بدءًا من مدينة غزة.
تقرر إجلاء المدنيين من مناطق القتال إلى مخيمات في المركز، مع فرض حصار على من يبقى داخل القطاع، على أن تتوقف العملية العسكرية في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
خلافات وزارية حادة
طالب وزير المالية سموتريتش بعدم وقف العملية العسكرية حتى في حال التوصل إلى اتفاق، وعارض مع وزير الأمن القومي بن غفير إدخال مساعدات إنسانية كبيرة إلى القطاع، لكن نتنياهو أصر على عدم تضمين ذلك في البيان.
شهد الاجتماع مناكفات وصراخًا بين الوزراء ورئيس الأركان، الذي حذر من تبعات تهجير مليون غزي، معتبرًا أن ذلك سيعقد الأمور ويقضي على إمكانية إعادة المخطوفين.
دعم أمريكي مشروط
تضمن تقرير قُدم خلال الاجتماع وجود دعم أمريكي لاحتلال القطاع، مع توقعات بنشر الولايات المتحدة “مبادئ” لإنهاء الحرب وخطة لمساعدات واسعة.
أشار تقرير فريق المفاوضات إلى وجود رسائل من الوسطاء تفيد بأن حماس “تُلين” موقفها، وأن ثمة احتمالًا جيدًا للعودة إلى المفاوضات، وهو ما اعتبره وزراء “خدعة” للمماطلة.
معارضة داخلية واسعة
أثار القرار ردود فعل غاضبة لدى المعارضة الإسرائيلية، التي اعتبرته “مغامرة خطيرة” و”تضحية مكشوفة بأرواح المحتجزين”، متهمين نتنياهو بالانجرار وراء المتطرفين في حكومته.
دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى عصيان مدني لإسقاط الحكومة، معتبرًا أن نتنياهو يُسخّر كل شيء في إسرائيل لصالح مصالحه الشخصية والحزبية.
إدانة عربية للقرار
وصف أحمد طيبي، رئيس “كتلة الجبهة العربية للتغيير” في الكنيست، قرار “الكابنيت” باحتلال غزة بأنه “خطوة حزبية داخلية هدفها البقاء السياسي”، معتبرًا الهدف النهائي هو “تهجير وتطهير عرقي” لسكان غزة.