الإثنين 4 أغسطس 2025
spot_img

اليمن: 15 مليون شخص يواجهون أزمة مياه حادة

spot_img

أزمة مياه الشرب في اليمن تتفاقم، حيث يواجه 15 مليون شخص صعوبات جمة في الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة، وذلك بسبب تراجع هطول الأمطار ونقص التمويل اللازم لتوفيرها، ما ينذر بكارثة إنسانية.

تراجع الأمطار يفاقم الأزمة

أكد المجلس النرويجي للاجئين أن انخفاض هطول الأمطار الموسمية فاقم أزمة المياه، حيث يكافح اليمنيون في الأرياف والمدن لتأمين احتياجاتهم الأساسية من المياه النظيفة.

تشير التوقعات إلى انخفاض الأمطار هذا العام بنسبة تصل إلى 40% في بعض المناطق، مما سيترك الملايين في حالة عجز عن توفير مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي المناسب.

المياه.. شريان الحياة

قالت أنجيليتا كاريدا، المديرة الإقليمية للمجلس النرويجي: “قدرة اليمنيين على الوصول إلى المياه تتضاءل عاماً بعد عام، وهي ليست ضرورية للشرب فحسب، بل أيضاً للنظافة والصحة ومنع انتشار الأمراض، فضلاً عن ري المحاصيل ورعاية الحيوانات”.

وأكدت كاريدا أن المياه الصالحة للشرب أصبحت “نادرة أكثر من أي وقت مضى”، مشددة على الحاجة إلى مساعدة فورية لتجنب تحول هذه الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة.

أزمة الغذاء والماء

الملايين الذين اضطروا إلى تقليل وجباتهم سيواجهون الآن صعوبة إضافية في الحصول على المياه، في بلد يواجه حالة طوارئ مزدوجة للغذاء والماء، وسط ارتفاع تكاليف صهاريج المياه في مختلف المناطق.

تكاليف باهظة للمياه

أظهر تقرير للمجلس النرويجي للاجئين عن الوضع المائي أن تكلفة 1000 لتر من المياه المستخدمة في الغسل والطهي في مدينة تعز تصل إلى نحو خمسة دولارات، وهو ما يعادل أجرة عامل يومي.

أمام هذا الواقع المرير، تضطر النساء والأطفال إلى السير لمسافات طويلة لجلب المياه، في رحلة محفوفة بالمخاطر والصعوبات.

معاناة النازحين مضاعفة

نقل المجلس النرويجي عن نازحة في محافظة أبين معاناتها للحصول على المياه، حيث كانت تمشي لمسافة ثلاثة كيلومترات لجلب الماء من المزارع وحمله على رأسها.

أكدت النازحة أن هذه المياه غير صالحة للشرب، معربة عن أسفها لما تراه من معاناة الأطفال أثناء جلب المياه، وفقدانها في طريق العودة إلى المنزل.

تدخلات إغاثية عاجلة

أشار التقرير إلى أن عدد النازحين الذين يعانون من أمراض الكلى في ازدياد بسبب استهلاك المياه غير الصالحة للشرب، وللمساهمة في توفير المياه النظيفة، أعاد المجلس النرويجي تأهيل بئر المياه الرئيسة في مخيم جول السادة، وزود السكان بخزانات مياه.

كما تدخل المجلس في مناطق أخرى مثل مأرب وتعز وعمران، حيث قام بتركيب خزانات مياه مرتفعة، وأصلح مصادر المياه، وأنشأ أنظمة طاقة شمسية لضخها.

تلبية الاحتياجات المتزايدة

أكدت مديرة المجلس النرويجي أن المجتمع الإنساني يكافح في جميع أنحاء اليمن لتلبية حجم الطلب على المياه النظيفة، لكن لم يتم توفير سوى 10% من التمويل اللازم لأعمال المياه والصرف الصحي حتى الآن.

نبهت المسؤولة الإغاثية إلى تأثير التخفيضات في التمويل الإنساني، مطالبة الجهات المانحة بالتحرك بسرعة لعكس هذه التخفيضات، وتمكين اليمنيين من الحصول على مياه نظيفة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك