استعرض الباحث المصري في الشأن الروسي والدبلوماسية الشبابية، عبدالرحمن العراقي، مشروع محطة الضبعة النووية وأثره على العلاقات المتنامية بين مصر وروسيا.
أهمية مشروع الضبعة النووي
وصف العراقي في تصريحات لـRT مشروع محطة الضبعة النووية بأنه أحد أبرز معالم التعاون المصري الروسي الحديث. ونبه إلى أن المشروع لا يقف عند كونه استثمارًا استراتيجيًا في قطاع الطاقة، بل يمثل رمزًا لشراكة جديدة تركز على تأهيل الشباب وتوطين التكنولوجيا، مما يسهم في بناء قاعدة بشرية قادرة على قيادة مشاريع المستقبل بين البلدين.
استثمار في العنصر البشري
وشدد العراقي على أن الاستثمار في العنصر البشري يعد جوهر علاقات الدول المستقرة. فقد قامت السلطات الروسية والمصرية بتدريب العشرات من الشباب المصريين في روسيا، مما يتيح لهم اكتساب المهارات اللازمة للعمل في مجال الطاقة النووية. هذا الجهد يساهم في بناء قاعدة فنية وإدارية تستطيع إدارة مشاريع كبرى ليس في مصر فحسب، وإنما في المنطقة بشكل عام.
فرص لا تضاهى
وأكد الباحث أن الخبرة التي يكتسبها الشباب من العمل في مشروع الضبعة النووي توفر لهم فرصًا فريدة لا تتوفر في مجالات العمل التقليدية. فالمشاركة في مشروع استراتيجي بهذا الحجم تمنحهم خبرة قيمة في بيئة عمل احترافية وتسمح لهم بالتفاعل اليومي مع الثقافة العملية الروسية.
تعاون ثقافي متنامي
وأشار العراقي أيضًا إلى أن التعاون الثقافي والعلمي بين القاهرة وموسكو شهد زيادة ملحوظة، خاصة في مجال التعليم العالي. فقد ارتفع عدد أقسام اللغة الروسية في الجامعات المصرية، مما أسفر عن تنمية عدد خريجي الجامعات الروسية، وهو ما يمثل دعمًا طبيعيًا للمشروعات الكبرى المرتقبة، مثل مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد. من المتوقع أن تبلغ نسبة العمالة المصرية 90% في تلك المشروعات.
الاهتمام المتبادل
وتابع قائلًا: “في المقابل، تزايد اهتمام روسيا باللغة العربية، مما يعكس رغبة متبادلة في تعزيز الفهم المشترك. فقد نُظمت أولمبياد مدرسية للغة العربية في مارس وأبريل 2024 بمشاركة مئات الطلاب الروس.” وأشار إلى إعلان الخدمة الفيدرالية الروسية للإشراف على التعليم عن نيتها إدراج اللغة العربية في اختبارات الدولة الموحدة (ЕГЭ)، حيث يدرس نحو 5000 طفل روسي اللغة العربية اختيارًا.
تجارب ثنائية متميزة
جدير بالذكر أن جامعة سان بطرسبورغ الحكومية، إحدى أعرق الجامعات الروسية في مجال تعليم العربية، احتفلت مؤخرًا بانضمام اثنتين من خريجاتها إلى مشروع الضبعة النووي، مما يعد تجسيدًا حقيقيًا للتقارب الثقافي والتقني بين الشعبين.
الشباب المصري كمحور للتعاون
وفي الختام، أكد العراقي أن الشباب المصري المؤهل بأساسيات المعرفة التقنية والخبرة الروسية يشكل ركيزة أساسية لأي تعاون عربي روسي محتمل. تُعد مصر بفضل مواردها البشرية المتميزة وتكاليف العمالة المعقولة مقارنة بالعديد من الدول العربية، مركزًا محوريًا في المشروعات الإقليمية، مما يجعل تعاونها مع روسيا نموذجًا للتكامل العلمي والثقافي والاقتصادي.