في تطور لافت، كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء سوري إسرائيلي في باريس بوساطة أمريكية، بهدف احتواء التصعيدات الأمنية الأخيرة في المنطقة الجنوبية من سوريا.
تفاصيل اللقاء السوري الإسرائيلي
تركزت المباحثات، التي جرت بين وفد من وزارة الخارجية السورية وجهاز الاستخبارات مع الجانب الإسرائيلي، حول التطورات الأمنية المتسارعة وسبل التهدئة، وفقًا لمصادر مطلعة.
اللقاء، الذي عُقد في العاصمة الفرنسية، لم يسفر عن اتفاقيات نهائية، بل هدف بشكل أساسي إلى خفض التوتر وإعادة قنوات الاتصال بين الجانبين، بحسب ما صرحت به المصادر.
ثوابت الموقف السوري
خلال اللقاء، أكد الوفد السوري على ثوابت بلاده، وعلى رأسها وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية، مشددًا على أن هذا المبدأ غير قابل للتفاوض أو المساومة.
كما أكد الوفد على أن منطقة السويداء وأهلها جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، ولا يمكن عزلهم تحت أي ظرف أو ذريعة، بحسب المصدر.
رفض التدخلات الخارجية
رفض الوفد السوري بشكل قاطع أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية، وأي محاولة لاستغلال فئات من المجتمع السوري في مشاريع تقسيم أو خلق كيانات موازية.
كما أعرب الوفد عن رفضه التام لأي محاولات لجرّ البلاد نحو الفوضى أو العنف الداخلي، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار.
إعادة تفعيل الاتفاق
تطرق اللقاء إلى إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك بضمانات دولية، حيث طالب الوفد السوري بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدمت إليها مؤخرًا.
واتفق الجانبان على عقد لقاءات أخرى خلال الفترة المقبلة لتقييم خطوات تثبيت الاستقرار واحتواء التوتر في الجنوب السوري، بحسب المصادر.
جهود الوساطة الأمريكية
يُذكر أن المبعوث الأمريكي، توم براك، رعى اجتماعًا في باريس جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر.
وعقد براك اجتماعًا ثانيًا جمع الشيباني ووزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، بهدف دعم العملية الانتقالية في دمشق، وفقًا لما أُعلن.
تصريحات المبعوث الأمريكي
وفي تغريدة له عبر منصة “إكس”، أكد براك أنه التقى بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس بهدف الحوار ووقف التصعيد، مشيرًا إلى تحقيق تقدم في هذا الاتجاه.
وأكد براك أن جميع الأطراف أبدت التزامها بمواصلة هذه الجهود، مشددًا على أهمية الحوار في حل النزاعات.
أهمية الاجتماع وتوقيته
يُعد هذا الاجتماع أرفع مشاركة رسمية منذ أكثر من 25 عامًا، وتحديدًا منذ الاجتماع الذي رعاه الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، عام 2000 بين وزيري خارجية سوريا وإسرائيل آنذاك.
ويرى مراقبون أن اجتماع باريس يمثل “خطوة أولى” على مسار “اتخاذ تدابير لبناء الثقة بين الجانبين”، تمهيدًا لمحادثات أوسع.