الأحد 27 يوليو 2025
spot_img

الصحافة السودانية: دمار بالخرطوم واعتقالات وهجرة للصحفيين

spot_img

الخرطوم – لم تستعد الصحافة السودانية عافيتها بعد توقف العمليات العسكرية في الخرطوم، حيث لم تستأنف الصحف الورقية طباعتها منذ اندلاع الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل 2023.

تقع مقار معظم الصحف الورقية في الخرطوم القديمة، وتحديداً في “شارع الجرائد” الحيوي بالقرب من القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري، وهي منطقة تضررت بشدة خلال المعارك.

“شارع الجرائد” المدمر

تعرضت مباني المنطقة لدمار كبير، وتحيط بها تلال من الركام والنفايات، والعربات القتالية المحترقة، ما يشير إلى أن المنطقة كانت ساحة معارك ضارية.

أفادت مصادر ميدانية بأن «قوات الدعم السريع» استخدمت بعض مباني الصحف مواقع تمركز وسكن، وتركت خلفها متاريس ترابية، وبقايا سيارات محطمة.

مركز الإعلام السوداني

“شارع الصحف” كان مركزاً حيوياً للمؤسسات الإعلامية وملتقى للصحافيين والنشطاء والقراء، لكنه الآن خالٍ تماماً، حتى الأشجار التي اعتاد الصحافيون الجلوس تحت ظلها جفت وتحولت إلى هياكل يابسة.

يمكن الوصول إلى مقار الصحف عبر شارع المك نمر، لكن المياه الراكدة والنفايات تجعل المسير عبره محفوفاً بالمخاطر الصحية.

آثار الدمار واسعة

تظهر آثار الدمار بوضوح داخل دور الصحف: حوائط مخترقة بالرصاص، صالات تحرير محروقة، وأوراق متناثرة غطى التراب لونها الأبيض، إلى جانب بقايا أثاث خشبي محطم.

لا تزال بعض لافتات الصحف معلقة، مثل لافتة صحيفة «السوداني» و”أخبار اليوم»، وكذلك «الشرق الأوسط» التي كانت تطبع في الخرطوم قبل الحرب، بينما تمزقت لافتات أخرى بفعل الحرب والإهمال.

خسائر فادحة في الأرواح

أفادت نقابة الصحافيين السودانيين بمقتل 31 صحافياً وإعلامياً خلال عامي الحرب، بعضهم في عمليات اغتيال ممنهجة، أو نتيجة للقصف العشوائي.

سجلت النقابة تعرض 239 صحافياً وصحافية للاعتقال والاحتجاز، وتعرض العشرات للضرب والملاحقة والتهديد، ليصل عدد الذين تعرضوا لانتهاكات موثقة إلى 556 صحافياً.

تحديات النزوح والعمل

أكثر من 500 صحافي وصحافية لجأوا إلى خارج البلاد منذ اندلاع الحرب، ويواجهون تحديات قانونية وضغوطاً معيشية متعددة.

تسببت الحرب في انهيار شبه كامل لبيئة العمل الصحافي، وبات أكثر من ألف صحافي خارج دائرة العمل، خاصة في القطاع المستقل، بينما يتقاضى العاملون في المؤسسات الإعلامية الرسمية رواتب جزئية، أو أُحيلوا إلى التقاعد القسري دون تسوية حقوقهم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك