أثارت فتوى أستاذة الفقه المقارن في جامعة الأزهر، الدكتورة سعاد صالح، جدلاً واسعاً بعد اعتبارها تعاطي مخدر الحشيش جائزًا، مستندة إلى عدم وجود نص شرعي صريح بتحريمه.
فتوى جدلية
أوضحت الدكتورة سعاد صالح أن التعاطي للحشيش لا يمكن اعتباره محرمًا كونه لا يوجد نص صريح يُخرج هذا السلوك من دائرة التحريم. وأشارت إلى أن العديد من الفقهاء ينظرون إلى آثار الحشيش، مضيفة: “إذا أثبت العلم أن تأثيره يشبه تأثير الخمر أو يضر بالعقل، حينها يُطبق عليه نفس القانون.”
ردود الفعل
أثارت تلك التصريحات استياءً كبيرًا في الأوساط الرسمية والأكاديمية، حيث تعالت الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي. من جانبها، عبرت صندوق مكافحة وعلاج الإدمان عن استغرابه من هذه الفتوى، مُشيرًا إلى أن الحكومة تعمل جادة على رفع الوعي بخطورة المخدرات وحماية الشباب.
ونبه الصندوق إلى مخاطر تعاطي الحشيش، موضحًا أن له تأثيرات سلبية تشمل التسبب في الهلاوس، واضطرابات التنفس، وضمور خلايا المخ، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في احتمالية الحوادث المرورية الناتجة عن القيادة تحت تأثيره.
تحذيرات رسمية
في سياق متصل، أكد وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، أن الحشيش يُعد محرمًا مثل الخمر، محذرًا من مغبة التساهل في هذا الشأن أو تبرير تعاطيه. وأشار الأزهري إلى أن القول بحل الحشيش يعد خطأً جسيمًا، خاصة إذا صدرت التصريحات عن شخصيات عامة، معتبرًا ذلك تضليلًا للرأي العام ومسببًا للجريمة في المجتمع.
وأضاف الوزير أن الاستسهال في تعاطي الحشيش يُعتبر جريمة شرعية وأخلاقية، مشددًا على ضرورة حماية المجتمع من مخاطر هذه المادة، خاصةً عند قيادة المركبات.
هجوم على الفتوى
في ذات الإطار، انتقد الداعية المعروف محمد أبو بكر الدكتورة سعاد صالح بشدة، مشيرًا إلى أن “اعتزال العمل الدعوي قد يكون الأفضل في حالات مماثلة.” كما أكد أبو بكر أن جميع أنواع المخدرات، بما في ذلك الحشيش، محرمة شرعًا وقانونًا، داعيًا الناس إلى الرجوع إلى كتب الفقه القديمة التي تدحض هذا الادعاء.
وشدد في تصريحه على أن مثل هذه الأمور تفتح الأبواب أمام الانحراف والإدمان، مُعتبرًا الترويج لأي نوع من أنواع المخدرات خرقًا واضحًا للإجماع.