فجر اليوم، استشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مناطق غرب مدينة غزة، وفقًا لمصادر طبية فلسطينية. يأتي هذا التصعيد في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
ضحايا ينتظرون المساعدات
أفادت مصادر طبية بوصول عدد من الجرحى، كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة، بعد إصابتهم بالرصاص المباشر في منطقة الواحة.
كما شنّت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية وإثارة الذعر بين السكان.
دعوة عاجلة لوقف المعاناة
في سياق متصل، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، المجتمع الدولي إلى التحرك الجماعي والعاجل لوضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وشددت سبولياريتش على أن “لا توجد أي مبررات لما يجري في غزة، فقد تجاوز حجم المعاناة الإنسانية ومستوى المساس بالكرامة البشرية كل الحدود المقبولة قانونياً وأخلاقياً”.
تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة
أكدت رئيسة الصليب الأحمر أن استمرار غياب وقف إطلاق النار يعني المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، مشيرة إلى أن المدنيين يعانون بشدة جراء حرب تُشنّ بلا تمييز، وما تسببه من حرمان من أبسط مقومات الحياة.
وأضافت أن “الأعمال العدائية المستمرة تحصد أرواح الناس بلا رحمة، فيما يلقى الأطفال حتفهم نتيجة نقص الغذاء، وتجبر العائلات على النزوح المتكرر بحثاً عن أمان غير موجود”.
موظفو الصليب الأحمر في خطر
أشارت سبولياريتش إلى أن 350 موظفاً من طواقم اللجنة الدولية في غزة يواجهون الظروف القاسية ذاتها للحصول على الغذاء والمياه النظيفة، ما يعكس حجم الأزمة التي يعيشها السكان.
وشددت سبولياريتش على ضرورة إنهاء هذه المأساة بشكل فوري وحاسم، مؤكدة أن أي تردد سياسي أو تبرير للانتهاكات الجارية سيُسجَّل في التاريخ على أنه فشل جماعي في الحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية في زمن الحرب.
اتفاقيات جنيف والقانون الدولي
طالبت رئيسة الصليب الأحمر الدول بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الامتناع عن نقل الأسلحة التي قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات جسيمة.
كما دعت إلى العمل على إلزام أطراف النزاع بالتقيد الكامل بالقانون الدولي الإنساني، واستئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء قطاع غزة بشكل عاجل ودون عوائق أو تمييز.
المطالبة بالإفراج عن الرهائن
تضمنت مطالب سبولياريتش الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، والسماح للجنة الدولية باستئناف زياراتها إلى المعتقلين الفلسطينيين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية، مؤكدة أن إنقاذ الأرواح في غزة أمر ممكن إذا توفرت الشجاعة السياسية لاحترام قواعد الحرب.
وأكدت على ضرورة ضمان الحماية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين، مشددة على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه هذه القضية.
حصيلة الضحايا في غزة
منذ السابع من أكتوبر 2023، أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن استشهاد 59676 فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 143965 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.
وتواجه طواقم الإسعاف والإنقاذ صعوبة بالغة في الوصول إليهم بسبب استمرار القصف والمعوقات التي تفرضها القوات الإسرائيلية.
استهداف منتظري المساعدات
تشير التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية ترتكب مجازر بحق منتظري المساعدات، إذ يتعرضون يومياً لخطر الموت بسبب الرصاص العشوائي والاستهداف المباشر لهم.
وتجاوز عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات في أيار الماضي أكثر من 1000 شهيد، إضافة إلى مئات المصابين، ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
المجاعة تفتك بسكان غزة
يعيش أهالي غزة في حالة مجاعة مع توقف دخول المساعدات إلى القطاع، وأفادت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع سجلت 9 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة إلى أن العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلاً، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة.
تحذيرات من تفاقم سوء التغذية
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام، محذراً من أن سوء التغذية في ازدياد حاد، وأن الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة.
وأفاد البرنامج بأن 90 ألف امرأة وطفل بحاجة عاجلة إلى العلاج بسبب سوء التغذية، ما يستدعي تحركاً دولياً فورياً لتوفير الغذاء والدواء وإنقاذ حياة هؤلاء الضحايا.