شهدت قرية دلجا في محافظة المنيا، جنوب مصر، مأساة مروعة تتمثل في وفاة عدة أطفال من أسرة واحدة بشكل متسلسل خلال أسبوع، بعد تعرضهم لوعكة صحية غامضة، حتى توفي والدهم اليوم.
تفاصيل الحادثة
تتواصل التحقيقات في الحادث المأساوي الذي ألم بأسرة من قرية دلجا، حيث أظهرت الفحوصات الطبية التي أجرتها وزارة الصحة خلو المنطقة من أي أمراض معروفة، مما زاد من غموض القضية. وقد حاول البعض في البداية ربط الحادثة بالتهاب سحائي، إلا أن نتائج التحليلات أكدت عدم صحة تلك الادعاءات.
مع تقدم التحقيقات، ظهرت مزاعم حول احتمال وجود فيروس معدي، قبل أن تنفي وزارة الصحة هذه الفرضية. وكشفت تقارير الأطباء عن احتمال تعرض الأطفال لمادة سامة تُستخدم كمبيد حشري، تؤدي إلى شلل عام في الخلايا وفشل في الأعضاء، حيث تشمل الأعراض الأولية السخونة والقيء.
تسلسل الوفيات
بدأت سلسلة الوفيات يوم الجمعة 11 يوليو، حيث توفي أول طفل، تبعه طفلان آخران في نفس الليلة. وفي اليوم التالي، توفي الطفل الرابع، ومن ثم توفيت الطفلة الخامسة يوم الأربعاء، لتختتم المأساة بوفاة واليهم اليوم بعد ظهور أعراض مماثلة.
تسعى وزارة الصحة جاهدة لحل هذا اللغز، حيث أجرت فحوصات ميدانية شاملة، شملت مراجعة السجلات الصحية وتحليل بيانات الأمراض في المنطقة، وأسفرت النتائج عن استقرار الوضع الصحي وخلو المنطقة من أي تهديد وبائي.
تسمم كيميائي محتمل
أفاد مصدر طبي بأن التحاليل الأخيرة، التي طُلبت بموجب أوامر النيابة العامة، تشير إلى تعرض الأطفال لتسمم كيميائي مُحتمل نتيجة التعرض لمبيد حشري. وقد لوحظ أن تسلسل الوفيات يعكس قدرة كل طفل على مقاومة السم، حيث توفي الأطفال ذوو البنية الجسدية الضعيفة في البداية.
من جانبه، كشف الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بطب المنيا، أن النتائج الأولية تشير إلى أن المبيد الحشري المستخدم يُعتبر جديدًا، وتم تقييم حالته بناءً على استشارات مع مستشفيات الجامعتين في عين شمس والإسكندرية.
أعراض غامضة
تحدث إسماعيل عن أعراض ظهرت على الطفلة “فرحة”، والتي شملت صداعًا وهزالًا، وتبين من التحاليل ارتفاعًا بسيطًا في إنزيمات الكلى. ومع عدم وضوح حالتها، تم تقديم اقتراح بإجراء غسيل كلوي.
وأشار إلى وجود حالات مشابهة في مناطق أخرى، مما ساهم في التعرف على نوع المبيد الحشري الذي سبب هذه الأعراض، وهو ما يُعرف علميًا باسم “كلورفينبير”، والذي يُعد من المواد السامة دون ترياق معروف.
وأكد الدكتور إسماعيل أن هذه المادة لا تتأثر بالغليان، مما يجعلها تحتفظ بسميتها في الطعام، مما يستدعي تحذيرات شديدة حيال استخدامها.