مبادرة شعبية مصرية لإيصال الغذاء إلى غزة عبر البحر لاقت تفاعلاً واسعاً، وذلك في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها القطاع نتيجة الحصار والعمليات العسكرية.
رسائل البحر.. تضامن رمزي
تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمصريين يلقون بزجاجات بلاستيكية معبأة بالمواد الغذائية الجافة في البحر الأبيض المتوسط، على أمل أن تصل إلى أهالي غزة المحاصرين.
هذه المقاطع لاقت استحساناً كبيراً، وأطلق عليها رواد السوشيال ميديا اسم “رسائل البحر”، في إشارة إلى تقليد رمي الرسائل في زجاجات.
أزمة إنسانية متفاقمة
يواجه نحو ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة ظروفاً قريبة من المجاعة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
منظمة الصحة العالمية وأطباء في القطاع يؤكدون وفاة أطفال وآخرين بسبب نقص الغذاء، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
كسر حصار غزة
يرى مؤيدو المبادرة أنها وسيلة لـ “كسر حصار غزة”، في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل بشأن مسؤوليتها عن “تجويع الفلسطينيين” وقطع الإمدادات الأساسية.
منظمات ودول حليفة لإسرائيل تنتقد تل أبيب بشأن الحرب على غزة ومسؤوليتها عن تردي الأوضاع الإنسانية.
الذكاء الاصطناعي.. وتحفيز الدعم
استخدم البعض تقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق صور تظهر مشاركة واسعة في إلقاء الزجاجات، بهدف تحفيز المزيد من الدعم.
مطالبات بتوسيع المبادرة لتشمل دولاً أخرى مطلة على البحر المتوسط، لإيصال المساعدات عبر الزجاجات كنوع من المساندة للفلسطينيين.
انتقادات ومخاوف بيئية
في المقابل، انتقد البعض المبادرة، معتبرين أنها غير واقعية وتفتقر إلى الأسس المنطقية، ما يجعلها “مغامرة غير محسوبة” وليست حلاً فعالاً.
مخاوف من عدم وصول الزجاجات إلى غزة بسبب التيارات البحرية، فضلاً عن تحلل البلاستيك وتلوث البيئة البحرية.
شمال سيناء.. وتفاعل مجتمعي
حسن أبو رويس، نائب رئيس جمعية خيرية بشمال سيناء، أكد أن المبادرة لاقت صدى واسعاً بين المواطنين، إيماناً منهم بضرورة دعم الفلسطينيين.
أسر في مدينة العريش بدأت بتعبئة الزجاجات بحبوب الأرز والعدس، على أمل أن تصل إلى المحتاجين في غزة.