تظاهر عشرات الآلاف من المغاربة في العاصمة الرباط، الأحد، تنديدًا بتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، واستنكارًا لاتفاقيات التطبيع بين المغرب وإسرائيل.
غضب شعبي متصاعد
جابت المسيرة الحاشدة أحد الشوارع الرئيسية بقلب العاصمة، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات طويلة.
وهتف المشاركون في المظاهرة بشعارات منددة بالوضع الإنساني المتفاقم في غزة، من قبيل “يا للعار غزة تحت النار” و”ارفعوا الحصار” و”المغرب وفلسطين شعب واحد”، تعبيرًا عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني.
رسائل قوية وواضحة
حمل المتظاهرون لافتات تعكس رفضهم القاطع للتطبيع مع إسرائيل، وتؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، حيث كتب على بعض اللافتات “فلسطين أمانة، التطبيع خيانة” و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”، و”الطعام صار سلاحا، أطفال غزة يتضورون جوعا”.
وجاءت هذه المظاهرة بدعوة من تحالف يضم عدة منظمات، من بينها “حركة العدل والإحسان” وأحزاب يسارية، تعبيرًا عن نبض الشارع المغربي الرافض للسياسات الإسرائيلية.
تحذيرات من كارثة إنسانية
يواجه نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة خطر المجاعة، وذلك نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 21 شهرًا، والذي تفاقم بعد هجوم حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
شهد المغرب منذ بداية الحرب على غزة العديد من المظاهرات الحاشدة، التي تعبر عن دعم الشعب المغربي للقضية الفلسطينية، وتطالب بإنهاء اتفاقيات التطبيع المبرمة مع إسرائيل نهاية عام 2020.
دعوات رسمية ومطالب شعبية
على الصعيد الرسمي، دعت المملكة المغربية إلى “الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة”، مع التأكيد على عدم المساس باتفاقيات التطبيع الموقعة بين البلدين.
عبرت حسناء الوزاني، إحدى المشاركات في المظاهرة، عن استنكارها الشديد للمأساة الإنسانية في غزة، مؤكدة أن “إدانة المأساة في غزة هو أقل ما يمكننا فعله. من الضروري أن تتوقف”، وأضافت “نحن ضد أي شكل من أشكال التطبيع” مع إسرائيل.