السويداء تشهد تصاعداً في العنف بين العشائر والدروز، وسط دعوات دولية لوقف إراقة الدماء وتحقيق مستقل. المواجهات المسلحة أجبرت السلطات السورية على سحب قواتها من المنطقة، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة ونقص حاد في الإمدادات الأساسية.
اشتباكات عنيفة في السويداء
تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من العشائر والبدو، مدعومين من جهات مختلفة، ومجموعات درزية في محيط السويداء، المدينة التي شهدت انسحاباً للقوات الحكومية، تاركة وراءها وضعاً إنسانياً صعباً.
وتصاعدت حدة المواجهات على خلفية توترات طائفية وعمليات خطف متبادلة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
تحقيقات أممية عاجلة
طالبت الأمم المتحدة بفتح تحقيقات “مستقلة وسريعة وشفافة” في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل المئات، داعية إلى وقف فوري لسفك الدماء وحماية المدنيين.
ويأتي هذا التحرك الدولي في ظل تصاعد المخاوف بشأن قدرة السلطات على حماية الأقليات وضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
انسحاب القوات الحكومية
أعلنت السلطات السورية سحب قواتها من محافظة السويداء، تجنباً لتصعيد عسكري أوسع، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية باستهداف أي تواجد عسكري للسلطات في جنوب سوريا.
الانسحاب جاء في ظل تأكيدات إسرائيلية على عدم السماح باستهداف الأقلية الدرزية أو انتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في المنطقة.
خرق وقف إطلاق النار
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلا أن الرئاسة السورية اتهمت المقاتلين الدروز بخرقه، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات في محيط مدينة السويداء.
وتسبب تجدد القتال في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في الكهرباء والماء وشبكات الاتصال.
أزمة إنسانية متفاقمة
تعاني مدينة السويداء من أزمة إنسانية حادة، حيث تفتقر إلى الكهرباء والماء والاتصالات، وسط نقص حاد في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك حليب الأطفال.
ووصف رئيس تحرير موقع “السويداء 24” المحلي الوضع بـ “الكارثي”، مطالباً بتدخل عاجل لتقديم المساعدات الإنسانية.
مساعدات إسرائيلية مرتقبة
أعلنت إسرائيل عن استعدادها لإرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء بقيمة 600 ألف دولار، تشمل حصصاً غذائية وإمدادات طبية، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية في المدينة.
وتأتي هذه المبادرة الإسرائيلية في ظل دعوات دولية متزايدة لتقديم الدعم والمساعدة للمدنيين المتضررين من العنف في السويداء.
دعوات أممية للتحقيق
شدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك على ضرورة وقف العنف وحماية المدنيين، مؤكداً على أهمية إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في جميع أعمال العنف.
وطالب تورك بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، مشدداً على أن حماية حقوق الإنسان يجب أن تكون الأولوية القصوى.
نفي الضربات الجوية
نفت إسرائيل أنباء عن تنفيذها ضربات جوية قرب السويداء، وذلك بعد أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأكد متحدث عسكري إسرائيلي أن الجيش ليس لديه علم بأي ضربات جوية في سوريا خلال الليل.
تصعيد إسرائيلي محتمل
هددت إسرائيل بتصعيد عملياتها ضد القوات الحكومية في حال عدم انسحابها من محافظة السويداء، بعد قصف مواقع عدة في دمشق، بما في ذلك مجمع هيئة الأركان العامة ومحيط القصر الرئاسي.
وتأتي هذه التهديدات الإسرائيلية في ظل مخاوف بشأن استهداف الأقلية الدرزية وانتشار قوات عسكرية في جنوب سوريا.
تحالفات متغيرة
تتأثر الأوضاع في السويداء بتشابك التحالفات وتغيرها، حيث تدعم الولايات المتحدة السلطات السورية الجديدة، إلا أنها أعلنت عدم مساندتها للغارات الإسرائيلية على سوريا.
وتشير هذه التحالفات المتغيرة إلى تعقيد الأزمة وتداخل المصالح الإقليمية والدولية في سوريا.
توافد المقاتلين
أفاد مراسلون بتوافد مقاتلين من العشائر من مختلف المناطق السورية لدعم البدو في السويداء، وتجمعهم في قرى محيطة بالمدينة.
وأكد شيخ إحدى العشائر أن رجاله جاءوا من منطقة حماة وسط سوريا لدعم البدو، وذلك بعد استنجادهم بهم.
تداعيات الصراع
شاهد مراسلون منازل ومتاجر وسيارات تحترق في قرية ولغا الدرزية، التي باتت تحت سيطرة العشائر، مما يعكس حجم الدمار والخراب الذي خلفه الصراع.
وتشير هذه الأحداث إلى تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين المكونات المختلفة في سوريا.