في خطاب متلفز، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع إسرائيل بتأجيج الفتنة وزعزعة الاستقرار في سوريا، محمّلاً إياها مسؤولية تصعيد الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء.
مواجهة الفتنة
الرئيس الشرع أكد أن سوريا تواجه خياراً حاسماً بين التصدي لإسرائيل وتقوية الجبهة الداخلية. وشدد على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى في مواجهة محاولات زرع الفوضى، مؤكداً أن سوريا لن تسمح بأن تتحول إلى ساحة لحروب جديدة.
كما أكد الرئيس السوري على رفض بلاده القاطع لأي محاولات لتقسيم سوريا، مشيراً إلى أن الطائفة الدرزية جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، وأن حمايتهم تمثل أولوية قصوى للدولة.
أمن السويداء
وفي إشارة إلى الأحداث الأخيرة في السويداء، كشف الشرع عن تكليف الفصائل المحلية وشيوخ العقل بمسؤولية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، مؤكداً ثقة الدولة بقدرتهم على تحقيق ذلك.
وأشار الشرع إلى أن الشعب السوري قدم تضحيات جسيمة من أجل حريته وكرامته، وأنه لا يزال على استعداد للدفاع عن وطنه ضد أي تهديد يمس سيادته واستقلاله.
مخططات إسرائيل
الرئيس السوري اتهم إسرائيل بالسعي المستمر لتقويض استقرار سوريا وزرع الفتنة بين أبنائها منذ عقود. وأكد أن إسرائيل تسعى لتحويل الأراضي السورية إلى ساحة فوضى دائمة، بهدف تفكيك وحدة الشعب وإضعاف قدرته على إعادة البناء والتنمية.
وحدة سوريا
وشدد الرئيس الشرع على أن الشعب السوري، بتاريخه الطويل، رفض دائماً الانقسام والتقسيم، مؤكداً أن امتلاك القوة العسكرية لا يضمن النصر، وأن التحكم في نتائج الحروب ليس بالأمر السهل.
وأكد أن السوريين هم الأقدر على تجاوز كل المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تمزيقهم، وأن عزيمتهم أقوى من أن تتزعزع بالفتن المصطنعة.
رسالة للدروز
وفي رسالة خاصة لأبناء الطائفة الدرزية، أكد الرئيس الشرع أنهم جزء أصيل من نسيج الوطن، وأن سوريا لن تكون مكاناً للتقسيم أو التفتيت.
وشدد على أن حماية حقوقهم وحريتهم هي من أولويات الدولة، وأنها ترفض أي مسعى يهدف لجرّهم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسام داخل صفوفهم.
وقف الاقتتال
كما أشار الرئيس السوري إلى تدخل الدولة السورية بكل مؤسساتها وقياداتها لوقف الاقتتال الداخلي الذي جرى في السويداء بين مجموعات مسلحة، معرباً عن أسفه لظهور مجموعات خارجة عن القانون تعرقل جهود التهدئة.
يذكر أن محافظة السويداء شهدت اشتباكات بين مسلحين دروز وآخرين من البدو، تدخلت على إثرها القوات الحكومية، وشنت إسرائيل غارات جوية قرب دمشق وفي جنوب سوريا. وقد أعلنت السلطات السورية التوصل إلى اتفاق مع فصائل درزية لوقف إطلاق النار.