الإثنين 14 يوليو 2025
spot_img

وزير الدفاع الألماني: ضرورة زيادة إنتاج الأسلحة لدعم أوروبا

spot_img

دعا وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، شركات تصنيع الأسلحة إلى الالتزام بواجباتها في جهود إعادة تسليح أوروبا، مشيرًا إلى ضرورة زيادة الإنتاج تماشيًا مع الخطط العسكرية الضخمة التي تنفذها بلاده.

التزام التصنيع الدفاعي

في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، نُشرت قبل زيارته إلى واشنطن، أكد بيستوريوس أن الحكومة الألمانية استجابت لقلق القطاع الصناعي عبر إعادة هيكلة آليات تخصيص الإنفاق العسكري الممتد لمئات المليارات من اليوروهات.

وأضاف: “لا يوجد سبب للشكوى بعد الآن. الصناعة تدرك تمامًا مسؤوليتها في الوفاء بالتزاماتها”.

زيادة الإنفاق الدفاعي

وشدد الوزير على ضرورة تحمل الشركات الصناعية لمسؤولياتها في ظل سعي أوروبا لردع العدوان الروسي، خاصة مع تراجع الاهتمام الأميركي بأمن القارة. وذكر أن برلين تعتزم رفع إنفاقها الدفاعي السنوي إلى 162 مليار يورو بحلول عام 2029، بزيادة تقدر بـ70% مقارنة بعام 2025.

وتابع: “للأسف، لا نزال نواجه تأخيرات في مشاريع فردية، حيث تظهر تأخيرات من جانب الصناعة في وقت كنا نعتقد فيه أنه تم حسم جميع التفاصيل”.

إصلاح شامل في الدفاع

تولى بيستوريوس مسؤولية قيادة “تحوّل جذري” في سياسة الدفاع الألمانية، وهي استراتيجية أُعلنت قبل ثلاث سنوات في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. تهدف الاستراتيجية إلى إعادة بناء القوات المسلحة بعد عقود من قلة الاستثمار وتعزيز دور ألمانيا في أمن القارة الأوروبية.

ومن المقرر أن يلتقي بيستوريوس نظيره الأميركي، بيت هيجسيث، في واشنطن لمناقشة “خريطة طريق” للدعم الأمني الأميركي لأوروبا، محذرًا من أن أي تقليص متوقع في هذا الدعم قد يترك فجوات في القدرات الدفاعية الأوروبية.

قضية أوكرانيا والدفاع الجوي

تشمل زيارة بيستوريوس أيضًا بحث قضية أوكرانيا، خصوصًا بشأن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية “باتريوت”. وصرّح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بأنه يعتزم إرسال صواريخ “باتريوت” للدفاع الجوي إلى أوكرانيا، بعد تعليق تسليمها مؤخرًا. وأشار ترمب إلى أن دول الاتحاد الأوروبي هي المسؤولة عن تكلفة هذا الدعم، وليس الولايات المتحدة.

وأكد بيستوريوس أن ألمانيا تمتلك حاليًا فقط ستة أنظمة باتريوت، اثنان منها مُعاران لبولندا، مع وجود نظام واحد خارج الخدمة لمزيد من الصيانة أو للتدريب.

رفض الاقتراض الأوروبي

أوضح بيستوريوس أنه لن يتم إرسال صواريخ “توروس” إلى كييف، رغم تصاعد الهجمات الجوية الروسية. كما عبّر عن رفضه لفكرة الاقتراض المشترك لإصدار سندات اليورو لمساعدة دول مثل فرنسا وإيطاليا على تعزيز إنفاقها الدفاعي، قائلاً: “يجب أن يتحمل كل طرف مسؤولياته”.

وأشار إلى أن وزارته تعمل على خطة مشتريات طويلة المدى تشمل معدات حديثة مثل الدبابات والطائرات المُسيَّرة، بهدف تحسين قدرات الجيش الألماني.

الاهتمام بزيادة القدرات

تحدث بيستوريوس عن ضرورة تعزيز حيوية الصناعة، مشددًا على أهمية تطبيق نظام مشتريات طويل الأمد يمنح ضمانات للقطاع الصناعي بشأن الطلبات المستقبلية. كما أكد على أهمية تقليص الإجراءات المعقدة في مجال المشتريات لتحسين السرعة والكفاءة.

وذكر أن الرأي العام الألماني بشكل عام قد تقبل فكرة إعادة التسلح بشكل غير متوقع، حيث أظهرت استطلاعات الرأي دعم المواطنين لزيادة الإنفاق الدفاعي، بالإضافة إلى تطبيق خدمة عسكرية طوعية ستبدأ العام المقبل.

التزام ألماني في ليتوانيا

تناول بيستوريوس أيضًا نشر لواء ألماني دائم في ليتوانيا هذا العام، مشددًا على أنه يمثل رمزًا قويًا لالتزام ألمانيا تجاه حلف الناتو. وأكد أن القوات الألمانية مستعدة للتعامل بجدية مع أي اعتداء على الدول الأعضاء في الحلف.

اختتم بقوله: “إذا لم ينجح الردع وشنت روسيا هجومًا، فإن القوات الألمانية ستكون جاهزة للتصدي.” وأضاف: “ينبغي زيارة فيلنيوس للتحدث مع ممثلي اللواء الألماني، فهم يعرفون تمامًا طبيعة مهمتهم.”

اقرأ أيضا

اخترنا لك