الأحد 13 يوليو 2025
spot_img

الحوثيون يهددون بقطع التواصل مع مبعوث الأمم المتحدة لليمن

spot_img

أدّت الهجمات الحوثية المتصاعدة في البحر الأحمر إلى إغراق سفينتين تجاريتين، مخلفةً قتلى وجرحى ومفقودين بين أفراد الطاقم، وسط إدانات دولية واسعة النطاق وتصعيد حوثي تجاه الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص.

هجمات بحرية دامية

استهدفت الجماعة المتحالفة مع إيران سفينتي شحن يونانيتين بين الأحد والثلاثاء الماضيين، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة على الأقل وإصابة آخرين، بالإضافة إلى فقدان 12 شخصًا، مع اعتراف الجماعة باحتجاز عدد منهم. وتأتي هذه الهجمات في ظل استمرار الجماعة في إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، بحجة دعم الفلسطينيين في غزة.

تتصاعد المخاوف في اليمن من ردود فعل إسرائيلية انتقامية أشد قسوة من الضربات السابقة، وذلك في ظل استمرار الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر.

إدانة أممية واسعة

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن المدنية العابرة للبحر الأحمر، خاصةً الهجمات التي وقعت بين 6 و8 تموز، واصفًا إغراق السفينتين “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي” بأنه تصعيد خطير في هذا الممر المائي الحيوي.

ودعا غوتيريش الحوثيين إلى عدم اتخاذ أي إجراءات تعرقل عمليات البحث الجارية عن الطاقم المفقود وإنقاذه.

انتهاك للقانون الدولي

وصف الأمين العام الأفعال الحوثية بأنها هجوم غير مقبول على سلامة وأمن الطواقم البحرية، وانتهاك لحرية الملاحة، وتهديد مباشر لحركة النقل البحري، محذرًا من خطر جسيم يلحق أضرارًا بيئية واقتصادية وإنسانية كبيرة في بيئة ساحلية تعاني هشاشة.

شدد البيان الأممي على ضرورة التزام جميع الأطراف باحترام القانون الدولي والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 2768 (2025)، المتعلق بهجمات الحوثيين على السفن التجارية وناقلات الشحن.

موقف الاتحاد الأوروبي

انضمت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن إلى الإدانات الدولية، معربة عن استنكارها الشديد للهجوم الحوثي على السفينة التجارية “إيترنيتي سي”، والذي أدى إلى غرقها ومقتل وإصابة عدد من أفراد الطاقم.

وطالب الاتحاد الأوروبي الحوثيين بالإفراج الفوري ودون شروط عن أفراد طاقم “إيترنيتي سي” الناجين، مؤكدًا أن الهجمات تعد انتهاكًا للقانون الدولي وتهدد السلام والاستقرار في المنطقة والتجارة العالمية وحرية الملاحة.

“أسبيدس” في مواجهة التصعيد

أنشأ الاتحاد الأوروبي مهمة لحماية الملاحة في البحر الأحمر، أطلق عليها “مهمة أسبيدس”، والتي بدأت عملها في شباط 2024، بهدف مرافقة السفن التجارية والمساهمة في عمليات الإنقاذ والتصدي للهجمات الحوثية.

على الرغم من وجود “أسبيدس”، لم تنخرط المهمة في مواجهة مباشرة مع الحوثيين كما فعلت واشنطن ولندن، مكتفيةً بتوفير الحماية للسفن التجارية.

اتهامات متبادلة

في المقابل، اتهمت جماعة الحوثي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بـ”الانحياز” وعدم الحياد، مهددة بقطع التواصل معه، وذلك على خلفية إدانته للهجمات الحوثية في البحر الأحمر.

زعمت الجماعة أن بيان غروندبرغ “يتجاهل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.

تهديدات حوثية

هددت الجماعة الحوثية بـ”تصعيد أكثر من مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه”، معتبرةً أن بيانه يجعلها “تجد صعوبة في التعاطي معه”.

يذكر أن غروندبرغ كان قد أعرب عن قلقه البالغ إزاء غرق السفينة “إيترنيتي سي”، محذرًا من التبعات الإنسانية والبيئية للهجمات البحرية.

تحديات أمام جهود السلام

يضع رد الفعل الحاد من الحوثيين على غروندبرغ الجهود الأممية في اليمن أمام تحدٍ جديد، خاصة مع مساعي المبعوث لإحياء مسار السلام اليمني وفق خريطة الطريق التي كانت قد توسطت فيها السعودية وعُمان أواخر 2023.

يرى مراقبون أن تهديدات الحوثيين المتواصلة بحرمان السفن المتعاملة مع إسرائيل من عبور البحر الأحمر والبحر العربي، بدأت تُترجم إلى عمليات دامية، وسط تحذيرات من أن تتسع دائرة المواجهة وتخرج عن السيطرة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك