في تحول لافت في السياسة الخارجية، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برَّاك، أن رفع العقوبات الأمريكية يمثل بداية “استراتيجية جديدة” لسوريا، مع تأكيد واشنطن على رفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة في البلاد.
آفاق جديدة لسوريا
أوضح برَّاك، في تصريحات لموقع “أراب نيوز”، أن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات في 13 مايو/أيار الماضي، يهدف إلى “تقديم أمل جديد للشعب السوري بعد أكثر من عقد من الحرب”.
وشدد المبعوث الأمريكي على أن رسالة الرئيس ترامب هي “السلام والازدهار”، مشيراً إلى أن هذا التغيير يهدف إلى منح الإدارة السورية الجديدة فرصة لإعادة بناء الدولة.
مكافحة الإرهاب
أكد برَّاك أن الهدف الأساسي للتدخل الأميركي في سوريا كان مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، مضيفاً أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تطورات الأوضاع على الأرض.
كما جدد برَّاك موقف واشنطن الرافض لتطبيق “نموذج فيدرالي” في سوريا، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد بجيش واحد وحكومة واحدة.
سوريا موحدة
شدد برَّاك على أنه “ستكون هناك سوريا واحدة”، مستبعداً إمكانية وجود مناطق “حكم ذاتي” انفصالية، ومؤكداً أن الولايات المتحدة لن تدعم أي “نتيجة انفصالية”.
يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة السورية ترحيبها بأي مسار مع “قوات سوريا الديمقراطية” من شأنه تعزيز وحدة وسلامة الأراضي السورية.
المسألة الكردية
أشار برَّاك إلى أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب إعلان أول مجموعة من مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” (PKK) تدمير أسلحتها في شمال العراق.
ووصف هذه الخطوة بـ”الكرم المحتمل أن يكون بداية حل طويل الأمد للمسألة الكردية في تركيا”، لكنه أثار تساؤلات حول علاقات “قوات سوريا الديمقراطية” (SDF) بقيادة قسد مع قيادة PKK.
فرصة للاستقرار
اختتم برَّاك تصريحاته بالتأكيد على أن الرؤية الأميركية الحالية تفتح “باباً ضيقاً ولكنه حقيقي نحو الاستقرار”، مضيفاً: “لا توجد خطة بديلة. نحن نقول: هذا هو الطريق”.
وأضاف: “إذا لم يعجبكم فأرونا طريقاً آخر… سنساعد، سنوجّه، ولكن هذه فرصتكم لكتابة قصة جديدة. لم نعد نريد أن نكون حارس أمن للعالم”.
تفكيك الأسلحة الكيميائية
على صعيد آخر، شاركت سوريا في الدورة رقم 109 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، وقدمت مداخلة رسمية حول التقدم المحرز في معالجة برنامج الأسلحة الكيميائية.
وأشارت الحكومة السورية إلى قرب إطلاقها مجموعات عمل دولية بقيادتها من أجل إنهاء هذا الإرث، الذي ألحق أضراراً جسيمة بالشعب السوري.
تعاون سوري فعال
أشارت إدارة المنظمة إلى تعاون سوريا الفعَّال مع الأمانة الفنية للمنظمة، بما في ذلك تسهيل عمليات الانتشار الميداني وتقديم الدعم اللوجستي.
أعرب أعضاء المجلس التنفيذي، والمدير العام للمنظمة، والدول المراقبة عن دعمهم الكامل وتقديرهم للجهود السورية، في خطوة تمثل قطيعة واضحة مع سنوات طويلة من التعطيل.
التزام متجدد
رحَّبت الوفود بالتزام سوريا المتجدد، وخصوصاً بعد لقاء رئيسها أحمد الشرع بمدير المنظمة في دمشق، وإلقاء وزير الخارجية، أسعد الشيباني، خطاباً تاريخياً في الجلسة الماضية للمجلس التنفيذي.
مثَّل سوريا في هذه الدورة إبراهيم العلبي، مستشار وزير الخارجية والمغتربين والمفوض بملف الأسلحة الكيميائية، الذي ألقى الكلمة الرسمية باسم الجمهورية العربية السورية.