الخميس 17 يوليو 2025
spot_img

الأمم المتحدة تدين عقوبات أميركا على مقررة خاصة بشأن فلسطين

spot_img

في تصريحٍ لاذع، أعربت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الأممية الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، عن صدمتها حيال العقوبات التي فرضتها عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب، مؤكدةً تمسكها بمواقفها المنتقدة لسياسات إسرائيل في قطاع غزة، ومشددة على أن هذه الإجراءات لن تثنيها عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

محاولات إسكات الحق

أكدت ألبانيزي، في تصريحات صحفية، أن هذه العقوبات تأتي في سياق محاولات أصحاب النفوذ لإسكات صوتها، بسبب دفاعها عن الفئات المستضعفة التي لا تملك سوى الأمل في البقاء على قيد الحياة، وحماية أطفالها من الموت.

واعتبرت المحامية الحقوقية الإيطالية أن هذه العقوبات ليست دليلًا على القوة، بل هي اعتراف ضمني بالذنب، وتأكيد على صحة ما تطرحه من انتقادات.

خلفيات القرار الأمريكي

يأتي قرار وزارة الخارجية الأميركية بفرض هذه العقوبات بعد حملة ضغط مكثفة قادتها واشنطن، بهدف إجبار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إقالة ألبانيزي من منصبها، وهي خطوة لم تنجح.

تجدر الإشارة إلى أن ألبانيزي مكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وقد صرحت علنًا بانتقادها الشديد لما وصفته بـ “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وهو اتهام رفضته إسرائيل والولايات المتحدة بشدة.

ردود فعل متباينة

في المقابل، كتب السيناتور الأميركي ماركو روبيو على منصات التواصل الاجتماعي، مؤيدًا للعقوبات، مؤكدًا أن حملة ألبانيزي السياسية والاقتصادية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل لن يتم التسامح معها، وأن واشنطن ستظل دائمًا إلى جانب حلفائها في حقهم بالدفاع عن النفس.

تزامن الإعلان عن العقوبات مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث التقى بترامب ومسؤولين آخرين لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

اتهامات للمسؤولين الأمريكيين

انتقدت ألبانيزي استقبال المسؤولين الأميركيين لنتنياهو “بشرف”، رغم أنه يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الهجوم العسكري على غزة.

يذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ولا تعترفان بها، وقد سبق لترامب أن فرض عقوبات على المحكمة في فبراير الماضي.

دعوة للوحدة والصمود

دعت ألبانيزي إلى ضرورة تغيير مسار الأمور، مؤكدة أن ذلك يتطلب الوحدة والتكاتف، وقالت: “لا يمكنهم إسكاتنا جميعًا. لا يمكنهم قتلنا جميعًا. لا يمكنهم طردنا جميعًا”.

وشددت على أن السبيل الوحيد للانتصار هو التخلص من الخوف والدفاع عن الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولة مستقلة.

“لا حرية حتى تتحرر فلسطين”

أكدت ألبانيزي، في تصريح لها من مطار سراييفو، أن موقف إدارة ترامب “غير طبيعي”، وكررت بتحدٍّ: “لا أحد حرّ حتى تتحرر فلسطين”.

كانت ألبانيزي في طريقها للمشاركة في إحياء الذكرى الثلاثين لمذبحة سريبرينيتشا عام 1995، التي راح ضحيتها أكثر من 8000 رجل وفتى من مسلمي البوسنة.

استنكار أممي وحقوقي

في المقابل، عارضت الأمم المتحدة ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” ومركز الحقوق الدستورية العقوبات الأميركية.

ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، فرض عقوبات على المقررين الخاصين بأنه “سابقة خطيرة وغير مقبولة”.

التفاعل مع منظومة حقوق الإنسان

أوضح دوجاريك أنه على الرغم من أن ألبانيزي ترفع تقاريرها إلى مجلس حقوق الإنسان، فإن الولايات المتحدة وأي عضو آخر في الأمم المتحدة يحق له الاختلاف مع تقارير المقررين المستقلين، لكنه حثهم على التفاعل مع منظومة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

يذكر أن ترامب كان قد أعلن انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في فبراير الماضي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك