الأربعاء 16 يوليو 2025
spot_img

المركبات غير المأهولة: كابوس يهدد الحروب الحديثة

spot_img

التحول الاستراتيجي في الحروب الحديثة

أصبحت المركبات غير المأهولة، التي تشمل الطائرات والسفن والغواصات والمركبات الأرضية، عنصرًا حاسمًا في صراعات العصر الحديث. تنتقل هذه التقنيات من كونها أدوات للرصد والاستطلاع إلى أسلحة رئيسية تساهم في تحقيق انتصارات استراتيجية، بتكبد العدو خسائر مادية وبشرية فادحة.

كابوس الجيوش الحديثة

وفقًا للمحلل البريطاني أوليفر ستيوارد، تشكل المركبات غير المأهولة “كابوسًا” يثير الرعب بين الجيوش، حيث لا تزال الدفاعات الفعالة ضدها تُعتبر نادرة. وأشار إلى عدم قدرة السفن العسكرية المدججة بأحدث الأسلحة على الصمود أمام هجمات الطائرات المسيرة.

وحذر ستيوارد من احتمال تفاقم الوضع الأمني إذا ما استخدمت “دولة مارقة” أو “منظمة إرهابية” طائرات مسيرة محملة بمواد سامة قد تتسبب في دمار كبير.

قدرات الطائرات المسيرة

قامت الطائرات المسيرة بإحداث ثورة في مشهد الحرب، حيث أصبحت قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة دون تعريض الطيارين للخطر. يمكن توجيه هذه الطائرات إلى المجال الجوي المعادي بجرأة، مما يفتح المجال لاستراتيجيات جديدة في القتال.

بدورها، أكدت المحللة الأمنية الأميركية إيرينا تسوكرمان أن حجم الطائرات المسيرة وصغر بصمتها الرادارية يجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها، خاصة عند استخدامها في مجموعات.

التطور التكنولوجي

أسهم انخفاض تكلفة الطائرات المسيرة ومرونتها في تعزيز أهميتها على ساحة المعركة، حيث أظهرت قدرة ملحوظة على تعزيز الردع النووي، لكنها أيضًا تحمل مخاطر متزايدة تتعلق بالتصعيد العسكري.

تتطلب هذه التطورات المتواصلة استراتيجيات جديدة للتصدي، نظرًا لعدم وجود منصة دفاعية قادرة على وقف تهديد الطائرات المسيرة بشكل كامل.

التقنيات والابتكارات العسكرية

تعرف جون روزماندو، الخبير الأميركي في شؤون الأمن القومي، الطائرات المسيرة بأنها تسهل تنفيذ هجمات من خلال التوجيه عن بُعد أو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. تاريخياً، يمثل استخدام “روبوت أرضي” في الحرب العالمية الثانية بداية هذا التحول.

استخدمت ألمانيا مركبة Goliath المسيرة في تلك الفترة، تبعتها الولايات المتحدة في استخدامها خلال حروب العراق وأفغانستان. حاليًا، يتيح الاستخدام المتزايد للمسيرات تنفيذ ضربات دقيقة بتكلفة أرخص بكثير من استخدام الصواريخ التقليدية.

أنواع الطائرات المسيرة

تستعمل الطائرات المسيرة لأغراض متعددة، بعضها للتجسس والاستخبارات، بينما تستخدم الأخرى لأغراض عسكرية هجومية. تتنوع هذه الطائرات من أحادية ومتعددة المراوح إلى تلك التي تتمتع بأجنحة ثابتة.

استراتيجيات جديدة في القتال

تظهر الطائرات المسيرة تأثيرًا ملحوظًا في ساحة المعركة، كما يتضح من نجاح عملية “شبكة العنكبوت” من قبل الاستخبارات الأوكرانية. تمكنت 117 طائرة مسيرة من استهداف قواعد روسية، مما أثر سلبًا على قدرة روسيا على إطلاق صواريخ كروز.

التأثير النفسي للطائرات المسيرة

تلعب الطائرات المسيرة دورًا نفسيًا هائلًا في حروب العصر الحديث، حيث تؤدي المراقبة المستمرة إلى تقويض معنويات القوات المستهدفة، حسب إيرينا تسوكرمان. أي مواجهة مع هذه الطائرات تؤدي إلى شعور باليأس والخوف بين الجنود.

التحديات أمام الدفاعات

تشكل الطائرات المسيرة الصغيرة نحو 70% من الخسائر في المعارك، مما يبرز الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهتها. تعتمد معظم الدفاعات التقليدية على الأسلحة التقليدية، مما يسهل تفوق الطائرات المسيرة ذات الأعداد الكثيرة.

استراتيجيات دفاع مبتكرة

تبذل الدول الكبرى جهودًا لتطوير أسلحة جديدة لمواجهة التهديدات، مثل النظام الأميركي بتقنيات مقذوفات فرط صوتية ونظام “جدار الطاقة” الذي يعمل عبر الموجات متناهية الصغر.

فيما تعمل الصين على تطوير “نظام وابل الأسلحة”، الذي يهدف لتعزيز قدرة الدفاعات الجوية في مواجهة أسراب الطائرات المسيرة، مدعومًا بتقنيات حديثة وأسلحة متطورة. بينما تتبنى إسرائيل سلاح الليزر Iron Beam الذي يوفر حماية فعالة بتكلفة منخفضة.

تحليل مستقبلي

تواجه القوات المسلحة تحديات جديدة في طرق مواجهة التهديدات الناتجة عن الطائرات المسيرة، حيث تشير التحليلات إلى ضرورة تكامل الأبعاد العسكرية والتكنولوجية. ستستمر الحاجة لتطوير استراتيجيات متكاملة لمواجهة النمو السريع في قدرات هذه الطائرات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك