السبت 12 يوليو 2025
spot_img

دراسة إسرائيلية: الحضور الخليجي يهدد مصالح تل أبيب

spot_img

أظهرت دراسة بحثية جديدة أصدرتها مركز دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي “INSS” أن العمليات الاستحواذية الضخمة التي تنفذها دول الخليج في مصر والأردن قد تُشكل تحديات خطيرة لإسرائيل.

تغيرات في سياسة المساعدات الخليجية

أوضحت الدراسة، التي صدرت يوم الخميس، أن الدول الخليجية الثلاث الأغنى – المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وقطر – توقفت عن تقديم مساعدات اقتصادية غير مشروطة لكل من مصر والأردن، وبدلاً من ذلك اتجهت نحو استثمارات واسعة النطاق في الأصول الاستراتيجية، بما في ذلك الأراضي والبنية التحتية الحيوية.

وأشارت الدراسة إلى أن مصر شهدت في فبراير 2024 واحدة من أكبر صفقات الاستثمار الأجنبي في تاريخها، حيث استثمر صندوق أبوظبي للاستثمار حوالي 35 مليار دولار، منها 24 مليار دولار خصصت لإنشاء مشروع سياحي ومنطقة تجارة حرة في “رأس الحكمة”.

استثمارات خليجية في مصر والأردن

وفي سياق متصل، زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القاهرة بعد ثمانية أشهر من ذلك، ليوقع على استثمار بقيمة 15 مليار دولار. كما حصل الرئيس المصري في أبريل الماضي على التزام من قطر بحزمة استثمارية تصل إلى 7.5 مليار دولار، مما يُعتبر شريان حياة للاقتصاد المصري.

بالنسبة للأردن، لفتت الدراسة إلى أن المملكة حصلت على استثمارات خليجية قدرها نصف مليار دولار في عام 2024، مما يمثل ثلث إجمالي الاستثمارات الأجنبية في البلاد. وأكدت الدراسة أن هذا التحول في السياسة الخليجية يتجه نحو الاستحواذ على الأصول بدلاً من تقديم المنح.

تأثير التعاون على الغاز الإسرائيلي

بالمقابل، حذرت الدراسة من أن التعاون في تطوير الموارد الطاقية في مصر والأردن قد يؤثر على استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل، مما يعكس تهديداً محتملاً لمصالح تل أبيب.

في هذا السياق، أكدت الدراسة على أهمية الحفاظ على العلاقات مع دول الخليج وتعميق التعاون الاقتصادي كمؤشر حاسم لمكانة إسرائيل في المنطقة، مع ضرورة متابعة الاتجاهات العامة في الرأي العام في دول مثل مصر والأردن.

تعليق خبير في الشؤون الإسرائيلية

تعليقاً على الدراسة، أكد الباحث المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية محمود محيي الدين أنه على الرغم من تركيز الدراسة على الأوضاع الاقتصادية الراهنة، إلا أنها تهدف إلى تنبيه صناع القرار بالتحولات المهمة التي تشهدها المنطقة لاستغلالها بالشكل الأمثل.

وأضاف محيي أن الدراسة تبرز أهمية التعاون الكبير بين دول الخليج ومصر والأردن، لكنه أشار إلى أن التقرير حاول تصوير هذا التعاون على أنه نوع من الابتزاز الاقتصادي، مما يثير تساؤلات حول النفوذ السياسي المستقبلي لدول الخليج في المنطقة.

مخاوف إسرائيلية من الممر الاقتصادي

كشف محيي الدين عن أن إسرائيل تركز بشكل كبير على “الممر الاقتصادي الهندي الأوروبي” (IMEC)، مبدياً مخاوف من إمكانية تغيير مسار الممر ليشمل سوريا كحلقة وصل بين الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بدلاً من المرور عبر إسرائيل، وهو ما تناولته الدراسة السابقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك