الخميس 10 يوليو 2025
spot_img

خلاف إسرائيلي مصري يعرقل مفاوضات الهدنة في غزة

spot_img

وسط تعقيدات متزايدة، تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة عقبة رئيسية تتمثل في إصرار إسرائيل على السيطرة على محور استراتيجي قرب الحدود المصرية، الأمر الذي ترفضه حركة حماس والقاهرة على حد سواء، وسط مخاوف من تقويض الاستقرار الإقليمي.

خلافات جوهرية

تكشف مصادر مصرية وفلسطينية عن وجود “فجوات” عميقة و”تعنت إسرائيلي” يعرقل التقدم في المحادثات الجارية بالدوحة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبًا.

وتشير التسريبات الإعلامية الإسرائيلية إلى “أزمة” حقيقية تعصف بالمفاوضات، خصوصًا مع المطالب المصرية بتعزيز الدور الدولي والأوروبي لدعم جهود الوساطة، بالتزامن مع زيارة وفد قطري إلى الولايات المتحدة.

محاور استراتيجية

يرى خبراء أن المفاوضات قد تصل إلى طريق مسدود إذا أصرت إسرائيل على عدم الانسحاب من المحاور القريبة من الحدود المصرية، وتحديدًا محوري “فيلادلفيا 1 و2” و “موراغ” الاستراتيجيين.

وكانت مصر قد أبدت رفضًا قاطعًا لإعادة احتلال إسرائيل لمحور “فيلادلفيا” العام الماضي، مطالبة بانسحاب فوري، بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ضرورة السيطرة على محور “موراغ” لفصل رفح الفلسطينية عن بقية قطاع غزة.

موقف مصري ثابت

أكد مصدر مصري مطلع لـ”الشرق الأوسط” على ثبات موقف القاهرة من ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا أو أي محور مشابه، مشددًا على رفض “فرض أمر واقع” أو “تعطيل مسار الاستقرار” بمخططات أخرى، مثل تجميع الفلسطينيين في رفح كـ”مقدمة لتهجيرهم القسري”.

ويعتقد المصدر أن المفاوضات الحالية تراوح مكانها، وقد تصل إلى نهايتها دون تحقيق تقدم، ما لم يتغير الموقف الإسرائيلي بضغوط أمريكية، وهو ما لم يظهر ما يدل عليه حتى الآن.

ضغوط أمريكية

يشير مصدر فلسطيني إلى أن محور “موراغ” ليس المشكلة الوحيدة، بل هناك حاجة إلى اتفاق شامل بشأن مناطق الانسحاب الإسرائيلي، وتفعيل دور المؤسسات الدولية لتقديم المساعدة الإنسانية، وهو ما يتطلب ضغوطًا أمريكية جادة على إسرائيل.

ويؤكد المصدر الفلسطيني أن الموقف المصري واضح في رفض الطرح الإسرائيلي، حيث تعتبر القاهرة استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة رفح تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

تهديدات أمنية

أي انسحاب غير منضبط نحو مناطق محاذية للشريط الحدودي، مثل محور “موراغ”، يحمل في طياته مخاطر استراتيجية قد تؤدي إلى توترات خطيرة في المستقبل، بحسب المصدر الفلسطيني.

وتأتي هذه التأكيدات وسط تقارير إعلامية إسرائيلية عن خلافات داخل إسرائيل حول خطة الاحتفاظ بالسيطرة على محور “موراغ”، بين من يراها ضرورية وبين من يخشى أن تؤخر صفقة الرهائن.

منطقة إنسانية

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن نية وزارته إنشاء منطقة إنسانية جديدة في رفح لاستقبال ما لا يقل عن 600 ألف فلسطيني، على أن تكون خالية من عناصر حركة حماس.

فرص الهدنة تتلاشى

يرى رئيس “المجلس المصري للشؤون الخارجية” أن فرص الهدنة تتلاشى تدريجيًا، طالما لم تغير إسرائيل من نهجها في فرض أمور غير مقبولة بالنسبة لمصر، كالبقاء في محاور على الحدود.

ويعتبر المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون أن الإصرار الإسرائيلي على عدم الانسحاب من جنوب وشرق قطاع غزة يعزز المخاوف من أن خطة التهجير القسري لا تزال قائمة.

مخطط التهجير

يوضح المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال أن حرص إسرائيل على البقاء في هذا المحور يعقد جهود الوسطاء، ويكشف عن نياتها للمضي في مخطط التهجير، مؤكدًا أن مصر “لن تقبل بذلك لأنه تهديد لأمنها القومي”.

ويضيف نزال أن الضغوط الأمريكية قد تدفع نتنياهو لتقليل قواته في هذا المحور والذهاب لاتفاق مؤقت، معتبرًا أن هذا الحل هو الأقرب للواقع.

مسؤولية دولية

في ظل هذه التحركات الإسرائيلية المهددة للاتفاق، ناقش وزير الخارجية المصري مع نظيريه الفرنسي والهولندي آخر التطورات في مفاوضات وقف إطلاق النار، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته.

وذكرت تقارير إعلامية أن وفدًا قطريًا توجه إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، بينما عقد الرئيس ترامب اجتماعًا مع نتنياهو “لممارسة أقصى قدر من الضغط بشأن غزة”.

وقف مؤقت

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن إسرائيل “جادة بشأن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وهو أمر يمكن تحقيقه”، مضيفًا أنهم سيتفاوضون على وقف دائم لإطلاق النار في حال التوصل إلى وقف مؤقت.

لكن العرابي يعتقد أن الترويج الإسرائيلي والأمريكي لاتفاق “ليس هناك ما يطابقه في أرض الواقع”، ما دامت واشنطن لم تمارس ضغوطًا حقيقية على إسرائيل.

تصعيد محتمل

يرى المدهون أن المضي بهذا النهج الإسرائيلي سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوجه لهدنة محدودة لمدة 60 يومًا، دون حل نهائي، وهو ما لن يُقبل فلسطينيًا.

ويتوقع نزال أن الاتفاق، حال إعلانه بضغوط أمريكية، ستكون أمامه “ألغام إسرائيلية ستجعل المنطقة تعود للحرب مجددًا بعد تجريد جديد للحركة من عدد كبير من الرهائن”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك