الخميس 10 يوليو 2025
spot_img

الحوثيون يغرقون سفينة يونانية بالبحر الأحمر ومقتل بحارة

spot_img

وسط تصاعد التوتر في البحر الأحمر، أكدت مصادر ملاحية غربية غرق سفينة شحن يونانية، “إترنيتي سي”، نتيجة لهجمات الحوثيين. وتأتي هذه الحادثة وسط تنديد أميركي حاد بالتصعيد الحوثي، فيما تتواصل عمليات إنقاذ طاقم السفينة المنكوبة، والذي فقد منه أربعة أفراد على الأقل.

هجمات البحر الأحمر

تعد “إترنيتي سي” ثاني سفينة تغرق في غضون أسبوع، بعد السفينة “ماجيك سيز”، إثر استئناف الحوثيين لهجماتهم البحرية الأحد الماضي. الجماعة تبرر هذه الهجمات بمنع السفن المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية، في سياق دعم الفلسطينيين في غزة.

تتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بتنفيذ أجندة إيرانية في المنطقة، وتسعى الجماعة، وفقًا للحكومة اليمنية، إلى الهروب من استحقاقات السلام المتعثرة، منذ انخراطها في التصعيد الإقليمي نهاية عام 2023.

عمليات الإنقاذ جارية

أكدت مصادر غربية انطلاق عمليات إنقاذ طاقم السفينة “إترنيتي سي”، بعد غرقها في البحر الأحمر إثر هجوم أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الطاقم على الأقل.

أفادت وكالة “رويترز” عن شركات أمنية مشاركة في مهمة الإنقاذ، بأنه تم انتشال أربعة من أفراد الطاقم وفرد أمن مسلح بعد بقائهم في المياه لأكثر من 24 ساعة.

الشركات الأمنية أشارت إلى أنها لم تتمكن بعد من تحديد مكان بقية أفراد الطاقم، البالغ عددهم 22 فرداً، بالإضافة إلى فردي أمن آخرين كانوا على متن السفينة.

تفاصيل الهجوم الحوثي

أكد مسؤول في شركة “ديابلوس” لإدارة المخاطر البحرية، ومقرها اليونان، استمرار عمليات البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر ضوء.

وكانت مصادر الأمن البحري البريطانية قد ذكرت أن السفينة “إترنيتي سي” تعرضت لهجوم بزوارق مسيرة وقذائف صاروخية، أطلقها الحوثيون من قوارب سريعة.

نقلت “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن السفينة تعرضت لهجوم آخر مساء الثلاثاء، ما دفع الطاقم إلى القفز في الماء، وسط مخاوف من احتمال اختطاف الحوثيين لبعض أفراد الطاقم.

جنسيات الطاقم وهوية السفن

بحسب بيانات المصادر الملاحية الغربية، يتكون طاقم السفينة من 21 فلبينياً وروسي واحد. ويرجح أن يتبنى الحوثيون هذا الهجوم رسمياً، كما فعلوا مع السفينة “ماجيك سيز”.

السفينتان الغارقتان ترفعان علم ليبيريا وتملكهما جهات يونانية، فيما يزعم الحوثيون أن مشغلي السفينتين يتعاملون مع الموانئ الإسرائيلية.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى منذ حزيران 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، حيث قتل حينها أربعة بحارة إثر هجوم على سفينة ترفع علم ليبيريا.

تبني الحوثيين للهجمات

كان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، قد تبنى إغراق السفينة “ماجيك سيز”، الإثنين الماضي، مدعياً أنها تابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى موانئ إسرائيل.

أوضح سريع، في بيانه، أنه تم مهاجمة السفينة بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيرة، مشيراً إلى أن جماعته وثقت غرقها بالصوت والصورة، وسمحت للطاقم بالإخلاء.

يُعتقد أن الحوثيين حاولوا قرصنة السفينة، إلا أن طاقمها الأمني رد بإطلاق النار، ما دفع الجماعة إلى استخدام الصواريخ والزوارق المسيرة المفخخة في استهدافها.

إصرار على التصعيد البحري

مع إصرار الحوثيين على التصعيد البحري ضد السفن، واستمرار الهجمات باتجاه إسرائيل، ادعى مهدي المشاط، رئيس مجلس حكمها الانقلابي، أن جماعته ملتزمة بحرية الملاحة للجميع باستثناء الجهات الداعمة لإسرائيل.

نقلت وسائل إعلام الجماعة عن المشاط مزاعم بأنهم لا يرغبون في استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل، وتحدث عن استحداث “مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة حرصاً منا على تجنب الضرر ما أمكن”.

توعد القيادي الحوثي بالمزيد من الهجمات، وهدد شركات الملاحة بالقول إن من يخالف التعليمات التي تصدر عن جماعته “فسوف يتحمل مسؤولية ذلك”.

إدانات دولية للهجمات

على إثر التطورات، أدانت الولايات المتحدة الهجمات الحوثية ووصفتها بـ”غير المبررة”، حسب بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس.

أكد البيان الأميركي أن الهجمات تعكس “التهديد المتواصل الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري على المستوى الإقليمي”.

دعت الخارجية الأميركية المجتمع الدولي بأسره إلى إدانة هذه الهجمات، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين.

جهود الوساطة السابقة

يُشار إلى أن سلطنة عمان قد توسطت في تفاهم بدأ سريانه في أيار 2025، تعهدت خلاله الجماعة بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها الرئيس ترامب، إلا أن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.

شن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ تشرين الثاني 2023، ما تسبب في إرباك حركة الشحن الدولي عبر البحر الأحمر ورفع أسعار السلع والتأمين، وأدت هجمات العام الماضي إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية.

تسببت الهجمات أيضًا في تضرر العديد من السفن الأخرى، بالإضافة إلى قرصنة السفينة “غالاكسي ليدر” مع اعتقال طاقمها لأكثر من عام.

اقرأ أيضا

اخترنا لك