السبت 28 سبتمبر 2024
spot_img

ينافسه نعيم قاسم

مقتل حسن نصر الله.. من هو هاشم صفي الدين خليفته لحزب الله؟

أكد حزب الله اللبناني مقتل حسن نصر الله أمين عام الحزب، وذلك في بيان رسمي صدر بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتله، وقال البيان إن نصر الله قتل “إثر الغارة الإسرائيلية الغادرة على الضاحية الجنوبية”.

في البيان، نعى الحزب قائده التاريخي، موضحًا أن نصر الله “التحق برفاقه الشهداء العظام” بعد قيادته للحزب على مدار ثلاثة عقود، مشيرًا إلى أنه كان القائد في محطات مفصلية أبرزها تحرير جنوب لبنان في عام 2000 والانتصار في حرب تموز 2006.

تأكيد مقتل حسن نصر الله

وقتل حسن نصر الله في أعقاب الغارة الإسرائيلية على معقل حزب الله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، وكان جيش الاحتلال أعلن اغتيال الأمين العام لحزب الله، وسط صمتٍ تام من الحزب منذ مساء الجمعة وحتى ظهر اليوم، وأكد الاحتلال أن  نصر الله قُتل هو وعدد آخر من القيادات منهم علي كركي قائد جبهة الجنوب.

وقال جيش الاحتلال إن نصر الله كان يخطط لتنفيذ هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية بهدف خطف وقتل مواطنين إسرائيليين، وأعلن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، أن اغتيال نصر الله لا يعني نهاية القدرات العسكرية لإسرائيل، مؤكدًا: “كل من يهدد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه”، وجاءت تلك التصريحات بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت قيادات الصف الأول في حزب الله خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك اغتيال إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان وغيره.

هاشم صفي الدين.. خليفة حسن نصر الله

وبعد الإعلان عن اغتيال حسن نصر الله، تحولت الأنظار إلى خليفته المحتمل، حيث يُعد هاشم صفي الدين، الشخصية الأبرز لخلافته في قيادة حزب الله.

ويرتبط هشام صفي الدين بصلة عائلية وثيقة مع حسن نصر الله كونه ابن خالته، بالإضافة إلى كونه صهر قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس الإيراني الذي اغتالته الولايات المتحدة في بغداد عام 2020.

من هو هاشم صفي الدين؟

هاشم صفي الدين وُلد في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان، وهو جزء من عائلة ذات تأثير في المنطقة.

تلقى تعليمه الديني في مدينة قم الإيرانية، وهي محطة رئيسية في مسيرته التي عززت من علاقاته الوثيقة بالقيادة الإيرانية، ما جعل منه شخصية موثوقة في أعين القيادة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني.

دوره القيادي في حزب الله

كان صفي الدين يُعتبر الرجل الثاني في حزب الله، وتم إعداده لقيادة الحزب منذ أوائل التسعينات وليكون خليفة لحسن نصر الله في حال غيابه، وهو ما يرشحه اليوم ليكون الزعيم الجديد للحزب.

تولى صفي الدين منذ عام 1994 رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله، وهو الجهة المسؤولة عن إدارة العمليات اليومية للحزب، هذا الدور منحه نفوذًا كبيرًا في الشؤون التنظيمية والمالية للحزب، حيث كان يدير عملياته الداخلية ويشرف على تنفيذ السياسات التي يضعها نصر الله.

كان صفي الدين المشرف الرئيسي على تنفيذ السياسات الداخلية، وكذلك تنظيم الهيكل الإداري للحزب وإدارة شؤونه المالية، هذه الأدوار الحيوية جعلته يُعتبر الشخص الأنسب لخلافة نصر الله، خصوصًا مع الوضع المعقد داخل الحزب والضغوط المتزايدة من الداخل والخارج.

ومن خلال منصبه كرئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، أثبت صفي الدين قدرته على قيادة الحزب بفعالية، خاصة في فترات تصاعد التوتر مع إسرائيل أو داخل الساحة اللبنانية.

علاقاته بإيران وقاسم سليماني

أحد العوامل الأساسية التي تقوي موقف صفي الدين هو علاقاته الوثيقة بإيران، الحليف الرئيسي لحزب الله، خاصة وأنه تلقى تعليمه في مدينة “قم” معقل رجال الدين الشيعة في إيران، وكان على تواصل عن كثب مع القيادة الإيرانية بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي.

بالإضافة إلى أن علاقته العائلية مع قاسم سليماني، والذي كان قائدًا لفيلق القدس قبل مقتله، منحته نفوذًا إضافية؛ فقد تزوج ابنه من ابنة سليماني مما عزز الروابط بين عائلتي صفي الدين وسليماني.

وتشير تقارير عديدة إلى أن اختيار صفي الدين لقيادة حزب الله تم قبل سنوات طويلة، حيث أشار مركز “ألما” للدراسات الإسرائيلية إلى أن تعيينه لخلافة نصر الله قد تم تأكيده عام 2008.

ويُعتبر صفي الدين من الشخصيات التي ساهمت في ترسيخ هوية حزب الله الإيرانية، وهو ما يربطه بعمق مع الحرس الثوري الإيراني.

وإذا تم تأكيد تعيين هاشم صفي الدين كخليفة لنصر الله، فهذا سيعني استمرار النفوذ الإيراني القوي داخل الحزب، مع إمكانية تشديد الترابط مع الحرس الثوري الإيراني، ومن المحتمل أن يستمر صفي الدين في نفس السياسات التي اتبعها نصر الله، مع التركيز على تعزيز قدرات الحزب العسكرية وتحسين علاقاته مع طهران.

التحديات التي تواجه صفي الدين

مع تأكيد مقتل حسن نصر الله، يُعتبر هاشم صفي الدين اليوم في مواجهة مع العديد من التحديات، أبرزها الحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه الداخلي في ظل الضغوط الإسرائيلية المتزايدة، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان والتي تؤثر بشكل مباشر على أنشطة حزب الله.

كما سيتعين عليه التعامل مع التوترات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا مع استمرار النزاع مع إسرائيل والدور الذي يلعبه الحزب في الصراعات في سوريا واليمن وغيرها من المناطق.

من ينافسه على الخلافة؟

رغم أن صفي الدين يُعتبر المرشح الأبرز، إلا أن هناك سيناريوهات أخرى مطروحة داخل الحزب، فقد يكون هناك منافسة مع شخصيات قيادية أخرى مثل نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب، والذي يشغل هذا المنصب منذ 1992.

نعيم قاسم من الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في تأسيس الحزب إلى جانب نصر الله، وطوال عقود كان قاسم بمثابة اليد اليمنى لنصر الله، ويشغل حاليًا منصب نائب الأمين العام، مما يجعله خيارًا محتملاً إذا دعت الضرورة.

من هو نعيم قاسم؟

وُلد نعيم قاسم في بيروت عام 1953، وهو نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1992، يُعتبر قاسم اليد اليمنى لنصر الله وقد شارك في جميع القرارات الهامة التي اتخذها الحزب خلال العقود الثلاثة الماضية.

ورغم أن نعيم قاسم يُعتبر خيارًا قويًا لخلافة حسن نصر الله، إلا أن تأثير صفي الدين وعلاقاته الوثيقة بإيران تجعله في موقع أفضل للقيادة.

ويتمتع نعيم قاسم بتجربة طويلة داخل الحزب ويُعتبر من الشخصيات القيادية البارزة التي قد تلعب دورًا في مستقبل الحزب، خاصة إذا حدث توازن بين القيادة الداخلية والخارجية.

هاشم صفي الدين
هاشم صفي الدين

اقرأ أيضا

اخترنا لك