السبت 28 سبتمبر 2024
spot_img

حزب الله وقع في فخ إسرائيل

قنابل في يد حزب الله.. ما هو “البيجر” وكيف اخترقه الموساد الإسرائيلي؟

في تصعيد أمني خطير هو الأكبر منذ بداية المواجهات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، شهدت لبنان سلسلة من الانفجارات المفاجئة وغير المتوقعة لأجهزة البيجر التي يحملها قادة وعناصر حزب الله اللبناني، مما أسفر عن وقوع إصابات بالآلاف وعدد من القتلى.

3000 مصاب.. والانفجارات استمرت نصف ساعة

شهدت الضاحية الجنوبية في بيروت ومناطق أخرى من لبنان وسوريا انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصال “البيجر” التي يحملها عناصرحزب الله، ما أسفر عن إصابة ما يقارب 3000 شخص، ووفقًا لمصادر طبية لبنانية تم نقل المئات من الجرحى إلى المستشفيات وسط استنفار أمني وصحي لم تشهده البلاد منذ انفجار مرفأ بيروت قبل 4 سنوات.

ونقلت مصادر إسرائيلية أن الانفجارات استمرت لنصف ساعة، موضحة أن إسرائيل اخترقت نظام الاتصال الخاص بحزب الله، مما أدى إلى هذه الانفجارات المتتالية.

كيف نفذ الموساد الإسرائيلي هذه التفجيرات؟

وأفاد مسؤول في حزب الله أن أجهزة “البيجر” التي انفجرت كانت جزءًا من شحنة جديدة تسلمها الحزب مؤخرا، وأن مئات المقاتلين كانوا يستخدمون هذه الأجهزة، مرجحًا أن تكون عملية تفجير هذه الأجهزة تمت عن طريق تسخين بطارياتها بفعل برامج خبيثة، مشيرا إلى أن بعض عناصر الحزب لاحظوا سخونة أجهزتهم وألقوا بها قبل أن تنفجر.

ووفقًا لمصادر خاصة -نقلت عنها “سكاي نيوز”- تم اختراق أجهزة الاتصال قبل تسليمها لحزب الله، حيث تمكن الموساد الإسرائيلي من زرع مادة PETN المتفجرة داخل بطاريات الأجهزة، ما أدى إلى تفجيرها لاحقًا عن بعد برفع درجة حرارة البطارية، ولأن الأجهزة تم جلبها مؤخرًا يبدو أن الاختراق تم من المصدر قبل وصولها إلى حزب الله.

فيما رأى تشارلز ليستر، الخبير بمعهد الشرق الأوسط (MEI)، أن تسجيلات الفيديو كشفت عن وجود عبوة بلاستيكية صغيرة مخبأة بجانب بطاريات أجهزة الاتصال والتي تم تفجيرها عن بُعد بواسطة إرسال رسالة، ما يعني أن الموساد الإسرائيلي تمكن من اختراق سلسلة التوريد الخاصة بهذه الأجهزة، وتلاعب بها قبل وصولها إلى حزب الله.

أمريكا تكشف الخطة الإسرائيلية

واتفقت الرواية الأمريكية مع ما سبق، حيث نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين، أن أجهزة “البيجر” استوردها حزب الله من تايوان، وأنه تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، حيث تم تخبأة كميات صغيرة من المواد المتفجرة داخل هذه الأجهزة التي استوردها حزب الله من شركة “غولد أبولو” التايوانية.

وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن المواد المتفجرة المزروعة داخل أجهزة “البيجر” تزن حوالي 1إلى 2 أونصة فقط، وهو ما جعل اكتشافها صعباً، وأن عملية التفجير بدأت في الساعة 3:30 عصرًا بتوقيت لبنان، حيث تم إرسال رسالة إلى هذه الأجهزة كانت تبدو وكأنها رسالة صادرة من قيادات الحزب، هذه الرسالة كانت مبرمجة لتفعيل الشحنة المتفجرة المزروعة داخل الأجهزة.

بحسب المصادر الأميركية، قام حزب الله بشراء حوالي ثلاثة آلاف جهاز “بيجر” من شركة “غولد أبولو” التايوانية، بهدف توزيعها على أنصاره في لبنان، وأن المادة المتفجرة تم إخفاؤها بجوار البطاريات داخل أجهزة “البيجر”، وتم ربطها بمفاتيح تُمكّن من تفجيرها عن بُعد.

ما هي أجهزة البيجر؟

يُعد “البيجر” جهاز اتصال لاسلكي صغير ظهر في السبعينيات، ويُستخدم لإرسال إشارات أو رسائل نصية قصيرة إلى مستلم محدد، كان هذا الجهاز شائعاً في المجالات الطبية والعسكرية في السابق، إلا أنه تطور لاحقاً ليشمل استخدامات أخرى كالاتصالات التجارية والشخصية.

طريقة عمل جهاز البيجر

يعمل جهاز “البيجر” عن طريق استقبال إشارات من جهاز إرسال، فعندما يتم إرسال رسالة يتم تحولها إلى إشارة راديو ويتلقاها جهاز البيجر، والذي يقوم بإصدار تنبيه صوتي أو اهتزاز لتنبيه المستخدم بوجود رسالة، ومن ثم يمكن للمستخدم بعد ذلك الرد على الرسالة أو الاتصال بالرقم الذي يظهر على الشاشة.

سناريو الهجوم بالبرامج الخبيثة

مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة Le Beck International، أوضح أن الهجوم قد يكون نتيجة لبرامج ضارة أدت إلى تسخين بطاريات الأجهزة، أو أن إسرائيل زرعت شحنة متفجرة داخل هذه الأجهزة قبل تسليمها، مشيرا إلى أن أن هذا الاختراق يعكس وصول كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى مُنتج هذه الأجهزة، وأن هذا الهجوم الجديد بمثابة رسالة موجهة.

أكبر اختراق أمني حتى الآن

وأكد مسؤول في حزب الله أن هذه الانفجارات التي استهدفت أجهزة “بيجر” تمثل أكبر اختراق أمني تعرض له الحزب حتى الآن، وأن عددًا كبيرًا من العناصر أصيبوا بجروح متفاوتة في الوجه ومناطق أخرى من الجسد، مشيرا إلى أن العدد النهائي للإصابات لم يتم حصره بعد، خاصة مع توافد المصابين إلى المستشفيات بشكل مستمر.

وفي ظل هذ الهجوم المتطور أبلغ حزب الله عناصره بالتخلي عن جميع أجهزة الاتصال اللاسلكي التي بحوزتهم، ويأتي ذلك وسط دعوات مكثفة من المستشفيات للتبرع بالدم نظرًا لارتفاع عدد الإصابات، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن هناك أكثر من 2800 مصاب بينهم مالا يقل عن 200 حالة حرجة، ودفع الصليب الأحمر اللبناني بمزيد من سيارات الإسعاف لنقل المصابين.

الهجوم في سوريا

ولم تقتصر الانفجارات داخل لبنان حيث وقعت إصابات مماثلة في صفوف عناصر حزب الله في سوريا، فقد أفادت تقارير إعلامية أن الانفجارات طالت نفس أجهزة الاتصال التي يستخدمها الحزب هناك، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 14 شخصًا أصيبوا جراء هذه الانفجارات في دمشق ومحيطها.

إصابة السفير الإيراني

وتعرض السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، للإصابة جراء انفجار جهاز “البيجر” الخاص به، وأكدت زوجته عبر تغريدة على منصة “إكس” أن حالته الآن مستقرة وتجاوز مرحلة الخطر.

محاولة اغتيال في تل أبيب

وتزامنت هذه العملية الإسرائيلية مع إعلان حكومة الاحتلال الصهيوني عن إحباط محاولة اغتيال كانت تستهدف رئيس أركان سابق في تل أبيب.

الهروب من تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية

وذكرت مصادر لبنانية أن حزب الله كان قد اتخذ إجراءات احترازية في يوليو الماضي عن طريق استخدام تقنيات اتصال قديمة مثل “البيجر” وخطوط الاتصال الأرضية، في محاولة للتهرب من أنظمة المراقبة الإسرائيلية المتقدمة، وتأمين عملية التواصل بين عناصر الحزب.

ووفقًا للخبراء فإن هذه الأجهزة تعتبر فعالة في بعض السيناريوهات الأمنية لتجنب تقنيات التجسس الحديثة، إلا أن الهجوم الأخير أظهر أن هذه الأجهزة لم تكن بمنأى عن الاستهداف وأن هذه الإجراءات الاحترازية لم تحمِ عناصر الحزب.

جهاز البيجر طراز موتورولا
جهاز البيجر طراز موتورولا

اقرأ أيضا

اخترنا لك