في أعقاب الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس بالقاهرة، شهدت الخدمات البنكية والرقمية في مناطق واسعة بمصر تعطلاً ملحوظاً، مما أثر على حياة المواطنين وتعاملاتهم اليومية. الحادث المأساوي، الذي أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات، أثار مخاوف بشأن الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية وتأثير انقطاعها المفاجئ.
أزمة السيولة النقدية
واجه العديد من المصريين صعوبات في الحصول على السيولة النقدية، حيث توقفت ماكينات الصراف الآلي عن العمل، مما أدى إلى تعطيل الأنشطة اليومية التي تعتمد على النقد. بينما كانت هبة تقضي إجازتها على سواحل البحر المتوسط، وجدت نفسها فجأة غير قادرة على سحب الأموال.
حالات مماثلة انتشرت في أنحاء البلاد، حيث استيقظ المواطنون ليجدوا أنفسهم بلا أوراق نقدية، في ظل الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية في مختلف جوانب الحياة.
استغاثات لإنقاذ المرضى
تجاوزت تداعيات الحريق الخدمات البنكية، حيث عجزت نهى عن طلب الإسعاف لوالدها المريض بسبب تعطل الاتصالات. لجأت نهى إلى طلب المساعدة من جيرانها، الذين تمكنوا من استدعاء الإسعاف بعد التوجه إلى أقرب نقطة إسعاف.
استجابة للأزمة، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن توفير أرقام بديلة لخدمة الإسعاف في القاهرة والمحافظات، وذلك بديلاً عن الرقم 123 الذي توقف عن العمل.
البنوك في مواجهة الأزمة
أمضى العاملون في القطاع المصرفي ليلة طويلة في محاولة لمواجهة الأعطال المفاجئة في ماكينات الصراف الآلي والخدمات الرقمية. أصدرت البنوك تنويهات لعملائها بشأن الخدمات المصرفية المتأثرة.
أعلن البنك الأهلي المصري عن احتمال تأثر بعض خدماته المصرفية مؤقتًا نتيجة لحريق سنترال رمسيس، وفقًا لوكالة الأنباء المصرية الرسمية.
قرارات عاجلة من المركزي
في محاولة لتخفيف الأثر على المواطنين والشركات، قرر البنك المركزي المصري رفع الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من فروع البنوك إلى 500 ألف جنيه بدلاً من 250 ألف جنيه.
أكد البنك المركزي أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم احتياجات الأفراد والشركات وتيسير معاملاتهم في ظل التحديات الفنية الناتجة عن تأثر خدمات الاتصالات.
تعليق التداول بالبورصة
طالت تداعيات الحريق البورصة المصرية، حيث تم تعليق التداول صباح اليوم بسبب الاضطرابات المستمرة التي أثرت على قدرة شركات السمسرة على التواصل بكفاءة عبر نظام التداول.
أوضح بيان للبورصة أن هذا القرار يأتي حرصًا على مصالح جميع الأطراف وتكافؤ الفرص بين المتعاملين، وذلك حتى تتمكن شركات السمسرة من التواصل بالكفاءة المطلوبة مع جميع أطراف منظومة التداول.
فيلم تنبأ بالأزمة
المثير للاهتمام أن فيلم “ريستارت” للمطرب تامر حسني، الذي صدر مؤخرًا، تناول فكرة انقطاع خدمات الإنترنت في مصر. الفيلم حقق نجاحًا كبيرًا في دور العرض المصرية، وتامر حسني نفسه علق على الواقعة، مشيرًا إلى أهمية الاستعداد لمثل هذه الأزمات.
عبر تامر حسني عن قلقه من أن حياة الناس ومصالحهم أصبحت معتمدة بشكل كلي على الإنترنت، داعيًا إلى تأمين المجتمع من تداعيات انقطاع الخدمات الرقمية.
معاناة المواطنين اليومية
في الساعات الأولى من تعطل الخدمات الإلكترونية والمصرفية، انتشرت العديد من القصص التي تعكس معاناة المواطنين. سيدة لم تتمكن من دفع فاتورة المقهى لعدم حملها نقودًا كافية، وأخرى لجأت إلى حصالة أطفالها للحصول على سيولة.
كما عانت إحدى السيدات من انقطاع الكهرباء بسبب عدم قدرتها على شحن كارت الكهرباء الإلكتروني، بينما اضطر متسوقون في المتاجر الكبرى إلى ترك عربات مشترياتهم لعدم قدرتهم على الدفع.
وعود بعودة الخدمة
أكد وزير الاتصالات على عودة الخدمة بشكل تدريجي خلال الـ24 ساعة القادمة. وأوضحت الوزارة في بيان لها أنه تم نقل جميع الخدمات إلى أكثر من سنترال للعمل كشبكة بديلة.
كما أكد البيان أن جميع خدمات الطوارئ تعمل بشكل جيد، وأن تأثير الحريق محدود على الخدمات، وتم توفير أرقام اتصال بديلة للأماكن المتأثرة.