الإثنين 7 يوليو 2025
spot_img

مصر وإيران: نشاط دبلوماسي يثير اهتمام الأوساط السياسية

spot_img

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بظهور نشاط دبلوماسي ملحوظ بين مصر وإيران خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما أثار اهتمامًا كبيرًا في الأوساط السياسية الإقليمية.

تعاون دبلوماسي جديد

كشفت التقارير عن زيارة وزيرين إيرانيين إلى مصر في الفترة الأخيرة. كما استجابت الحكومة الإيرانية لطلب القاهرة بتغيير اسم أحد الشوارع في طهران الذي كان يحمل اسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات. واعتبرت مصادر إسرائيلية هذه الخطوات علامة على تفهم متزايد بين البلدين.

تعاطف شعبي متزايد

أبرز التقرير تزايد مظاهر التعاطف تجاه إيران في مصر، والتي ظهرت عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام. جاء ذلك في أعقاب التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، وشهدت بعض الجامعات المصرية تظاهرات طلابية تدعو إلى تعزيز العلاقات مع طهران.

توازن في السياسة الخارجية

على الجانب الآخر، أشار مراقبون إلى حرص مصر على الحفاظ على توازن دقيق في سياستها الخارجية، حيث تواصل تعاونها الاستراتيجي مع دول الخليج والغرب، بينما تستكشف مجالات تعاون جديدة مع إيران في بعض الملفات الإقليمية.

وأوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أن مصر، التي كانت تُعزز التواصل مع دول الخليج والتحالفات الغربية، تسعى الآن للموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية. يُتيح هذا التقارب مع إيران لمصر بناء خط دفاع مستقل في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، خاصةً في ظل السياسات الإسرائيلية المطبقة في المنطقة.

البعد الاقتصادي والسياسي

وذكرت المصادر أن رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المستمر لخطط الهجرة التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فضلًا عن عدم تقديم المملكة العربية السعودية دعمًا اقتصاديًا كبيرًا لمصر، أديا إلى شعور بالعزلة بين المصريين وغياب الدعم من الدول التقليدية.

أشار التقرير أيضًا إلى وجود دلائل واضحة على تماهي الجمهور المصري مع إيران، لا سيما في ظل المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل واستمرار النزاع في غزة. وشهدت وسائل الإعلام المصرية دعوات لدعم حق إيران في الدفاع عن نفسها، كما تم تداول صور لجنود من “الحرس الثوري” الإيراني مع شعارات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي.

صوت الطلاب والشعب

وارتفعت أصوات الدعم الشعبي في الجامعات المصرية، حيث عبّر الطلاب عن رغبتهم في تعزيز العلاقات مع إيران، معربين عن آمالهم في أن يؤدي تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل إلى ضعف خصومهم الإقليميين.

طرح التقرير تساؤلات حول ما إذا كانت مصر، الدولة السنية المركزية نسبيًا في المنطقة، ستستمر في هذا الاتجاه على المدى الطويل. وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن الواقع السياسي والستراتيجي يفرض توازنًا دقيقًا، مع ضغوط من الولايات المتحدة والسعودية للحفاظ على التحالفات التقليدية في الوقت الذي تطمح فيه مصر لمزيد من الاستقلال السياسي.

التوجه المستقبلي

زعم التقرير أن مصر تعمل في “لعبة مزدوجة” تهدف من خلالها إلى توسيع خياراتها في الشرق الأوسط مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف المعنية. وأكد التقرير على أن مصر قد تواصل استراتيجيتها القائمة على إقامة توازنات مع إيران، ولكن دون استعجال قطع العلاقات مع الغرب ودول الخليج، التي لا تزال عنصرًا مهمًا في استقرارها الاقتصادي والأمني.

كما قد تؤثر التطورات المستقبلية في الشرق الأوسط، مثل تغيرات الأنظمة العربية في الخليج أو تدخلات العوامل الخارجية، على مسار السياسة المصرية. ومن المتوقع أن تبقى القاهرة في موقف يتطلب حذرًا بالغًا، بهدف ضمان استقرارها وتوسيع نفوذها الإقليمي دون المخاطرة بتوترات مع حلفائها التقليديين.

يُذكر أن العلاقات بين مصر وإيران شهدت توترًا مستمرًا منذ عام 1979، لكن المؤشرات الأخيرة قد تدل على إمكانية حدوث ذوبان تدريجي للجليد بين البلدين، رغم أن ذلك يبقى محكومًا باعتبارات سياسية وإقليمية دقيقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك