أدينت الأسترالية إيرين باترسون، اليوم، بتهمة قتل ثلاثة من أقارب زوجها السابق، وذلك بعد تقديمها لهم فطرًا سامًا قاتلًا في وجبة غداء بمنزلها العام الماضي. هيئة المحلفين أصدرت حكمها في القضية التي شغلت الرأي العام.
إدانة بالقتل العمد
هيئة المحلفين في المحكمة العليا بولاية فيكتوريا اتخذت قرارها بعد مداولات استمرت ستة أيام، وذلك عقب محاكمة ماراثونية استمرت تسعة أسابيع. وتواجه باترسون الآن عقوبة السجن المؤبد في انتظار تحديد موعد النطق بالحكم.
لم تبد المتهمة أي رد فعل ظاهري أثناء تلاوة الحكم، فيما كانت تجلس بين ضابطي سجن. واكتفت باترسون بالرمش بشكل متسارع.
ضحايا الفطر السام
أربعة ضيوف تناولوا الغداء الذي أعدته باترسون، ثلاثة منهم لقوا حتفهم في المستشفى. الضحايا هم حموها دون باترسون وجيل باترسون، بالإضافة إلى شقيقة جيل، هيذر ويلكنسون.
الضحايا تناولوا وجبة “لحم ويلينغتون” المعدة بالفطر السام في منزلها بمدينة ليونغاثا خلال عام 2023.
محاولة قتل فاشلة
أُدينت باترسون كذلك بمحاولة قتل إيان ويلكنسون، زوج هيذر، والذي نجا من الموت بعد تناوله الوجبة نفسها. القضية ركزت على ما إذا كانت باترسون على علم بأن الفطر السام كان جزءًا من الوجبة، وما إذا كانت تنوي قتل ضيوفها.
دفاع المتهمة مرفوض
الإدانة بالإجماع تشير إلى أن المحلفين رفضوا دفاع باترسون، الذي ادعت فيه أن إضافة الفطر السام إلى الوجبة كان خطأ غير مقصود. وقالت إنها جمعت الفطر من مزارع، دون أن تعلم أنه قاتل.
الادعاء لم يقدم دافعًا واضحًا لارتكاب الجرائم، لكنه سلط الضوء خلال المحاكمة على العلاقات المتوترة بين باترسون وزوجها السابق، والإحباط الذي كانت تشعر به تجاه والديه.
بين الخطأ والجريمة
المحاكمة ركزت على تحديد ما إذا كانت باترسون خططت لجريمة قتل ثلاثية بدقة، أو أنها قتلت ضحاياها عن طريق الخطأ. محامو الدفاع أكدوا أنه ليس لديها سبب لارتكاب مثل هذه الجريمة، إذ كانت مقبلة على حياة جديدة.
كانت باترسون قد انتقلت مؤخرًا إلى منزل جديد، وكانت في وضع مالي مريح، كما كانت الحاضنة الوحيدة لأطفالها، بالإضافة إلى أنها كانت تستعد لبدء دراسة التمريض والقبالة.
شخصية مزدوجة
الادعاء أوضح أن باترسون كانت تظهر بوجهين؛ وجه حسن أمام والدي زوجها، ووجه آخر تخفي فيه مشاعرها الحقيقية تجاههما. وأشار الادعاء إلى أن علاقتها بزوجها السابق، سيمون باترسون، تدهورت قبل الجريمة.
سيمون كان مدعوًا إلى الغداء المشؤوم، لكنه لم يحضر. الحقائق المتعلقة بما حدث في ذلك اليوم كانت واضحة، لكن دوافع باترسون كانت محور البحث خلال المحاكمة.
تفاصيل الغداء المشؤوم
الطبق الذي قدمته باترسون كان نقطة خلاف رئيسية، حيث أن الوصفة الأصلية كانت مخصصة لتقديم حصة عائلية واحدة. الادعاء قال إنها عمدت إلى تقسيم الوجبات إلى أجزاء فردية لكي تتمكن من خلط الفطر القاتل في أجزاء معينة.
باترسون نفت ذلك، وأكدت أنها لم تتمكن من العثور على المكونات الصحيحة لإعداد الوصفة كما هو مطلوب.
يوم الجريمة بالتفصيل
المحاكمة تناولت كل تفاصيل يوم الجريمة بدقة، بما في ذلك سبب إرسال باترسون أطفالها لمشاهدة فيلم قبل وصول الضيوف، وسبب إضافة فطر مجفف إضافي إلى الوصفة، وسبب عدم إصابتها بالمرض.
كما تم التدقيق في سبب تخلصها من مجفف الطعام بعد الوفيات، وإبلاغها المحققين بأنها لا تملكه.
اعترافات وأكاذيب
اعترفت باترسون ببعض الأكاذيب خلال شهادتها، بما في ذلك أنها لم تبحث عن الفطر أو تمتلك مجففًا من قبل. لكنها قالت إن هذه الادعاءات صدرت في حالة ذعر عندما أدركت أن وجبتها تسببت في الوفيات.
أوضحت أنها لم تصب بالمرض لأنها تقيأت بعد الوجبة بسبب اضطراب في الأكل. ونفت أنها أخبرت ضيوفها بأنها مصابة بالسرطان كحيلة لدعوتهم إلى منزلها.
اهتمام إعلامي واسع
القضية استحوذت على اهتمام الأستراليين، وأثارت تفاعلًا واسعًا من الجمهور ووسائل الإعلام. خلال المحاكمة، قامت خمسة برامج بودكاست بتحليل كل يوم من أيام الإجراءات، ونشرت عدة وسائل إعلام مدونات مباشرة تقدم تقارير فورية على مدى أكثر من شهرين.