في ظل ظروف مناخية استثنائية، يكافح أكثر من 300 من رجال الإطفاء للسيطرة على حريق “مادري” الهائل، الأكبر في كاليفورنيا هذا العام، وسط مخاوف متزايدة من صيف حافل بالتحديات، بالتزامن مع استمرار النقاش حول السياسات الفدرالية المتعلقة بمكافحة الكوارث.
نيران “مادري” تشتعل
اندلع الحريق في مقاطعة سان لويس أوبيسبو، وسط كاليفورنيا، وأجبر السلطات على إصدار أوامر إخلاء لنحو 200 شخص، بينما تهدد النيران عشرات المباني السكنية والتجارية في المنطقة.
السرعة القياسية التي انتشر بها الحريق تشكل التحدي الأكبر، حيث أتى على نحو 213 كيلومترًا مربعًا في أقل من 24 ساعة، وفقًا لبيانات هيئة الإطفاء في الولاية. وتظهر صور الأقمار الصناعية أعمدة دخان كثيفة تغطي المنطقة المتضررة.
جهود الإغاثة مستمرة
أكد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، التزام الولاية بحماية جميع المجتمعات المتضررة، مشيرا إلى إرسال تعزيزات إضافية إلى سان لويس أوبيسبو لدعم عمليات الإطفاء.
تأتي هذه الجهود في أعقاب سلسلة من الحرائق التي شهدتها كاليفورنيا مؤخرًا، مما استدعى عمليات إجلاء واسعة النطاق وأثار المخاوف من صيف صعب يواجه الولاية.
جفاف يفاقم الأزمة
يشير دانيال سوين، المتخصص في الظواهر الجوية المتطرفة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إلى أن الجفاف غير المعتاد الذي شهدته كاليفورنيا خلال الشتاء والربيع جعل الغطاء النباتي جافًا بشكل استثنائي، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق.
تمويل مكافحة الحرائق
يتزامن تفاقم خطر الحرائق مع نقاش حول التمويل الفيدرالي للوكالات المعنية بالتصدي للتغير المناخي، بما في ذلك دائرة الغابات والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث.
الحاكم نيوسوم انتقد سياسات الرئيس ترامب المتعلقة بتمويل عمليات إزالة الأشجار ومنع حرائق الغابات، مؤكدًا أن غالبية أراضي الولاية تخضع للسلطة الفيدرالية.