مساعٍ دبلوماسية مكثفة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة في قطاع غزة تتركز الأنظار نحو لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الأسبوع القادم، يُنظر إليه على أنه حاسم في مسار المفاوضات.
## ضغوط متزايدة
مصادر إعلامية إسرائيلية كشفت عن موافقة حركة حماس على المقترح المقدم، وذلك تحت وطأة ضغوط مكثفة من قبل الوسطاء. خبراء أكدوا استمرار الضغوط على كل من حماس ونتنياهو، مع توقعات بأن يتم الإعلان عن نتائج المحادثات خلال لقاء ترمب ونتنياهو.
إسرائيل تأمل بتكثيف الجهود للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن. القناة الإسرائيلية “12” ذكرت أن إسرائيل أبدت استعدادها للدخول في محادثات حول إطار شامل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، بما يسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى حماس.
## تفاؤل حذر
مسؤولان مشاركان في المحادثات أعربا عن تفاؤل حقيقي بقبول حماس بالاتفاق، مشيرين إلى ضغوط قطرية هائلة تمارس على الحركة. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حذر حماس من مغبة عدم قبول الصفقة، مؤكداً أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة لهم.
مصدر مقرب من حماس أوضح أن الحركة تتطلع إلى الحصول على ضمانات بأن الاقتراح الأمريكي الجديد سيؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة. مسؤولان إسرائيليان أكدا أن العمل على هذه التفاصيل لا يزال جارياً، مع توقعات برد حماس بحلول الجمعة، وفي حال كان الرد إيجابياً، سينضم وفد إسرائيلي إلى محادثات غير مباشرة لإبرام الاتفاق.
## تفاصيل الاقتراح
الاقتراح المطروح يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء على مراحل، واستعادة جثث 18 آخرين، مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية. وتشير التقديرات إلى أن 20 فقط من أصل 50 رهينة في غزة ما زالوا على قيد الحياة.
مسؤول إسرائيلي كبير مقرب من نتنياهو أشار إلى أن الاستعدادات جارية للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، حتى مع توجه رئيس الوزراء إلى واشنطن للقاء ترمب. حركة حماس أكدت أن الوسطاء يبذلون جهوداً مكثفة لتجاوز الخلافات والوصول إلى اتفاق إطاري وبدء جولة مفاوضات جادة.
## مطالب أساسية
مصدر قيادي مسؤول في حماس كشف عن وجود مقترح على طاولة المحادثات، يشمل هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب نهائياً. وأكد المصدر على أهمية تنفيذ ثلاثة مطالب أساسية: وقف الحرب بشكل نهائي، دخول المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
## دور الوسطاء
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن الضغوط تتواصل من الوسطاء، وعلى رأسها استدعاء نتنياهو إلى البيت الأبيض لبحث الاتفاق الوشيك. ويتوقع أن تقبل حماس بالاتفاق مع الضغوط الحالية والضمانات التي ستقدم وصياغات مرضية.
المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، يؤكد أنه لا بديل عن ممارسة الوسطاء الضغوط لأقصى حد على طرفي الحرب، مع وجود فرص سانحة هذه المرة، مشيراً إلى أن ترمب يقف بقوة وراء هذه الضغوط.
## فرصة سانحة
الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة اكتسبت زخماً بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار أنهى التصعيد الأخير، وسط تأكيد مسؤولين إسرائيليين على وجود فرصة حقيقية. وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، أشار إلى وجود استعداد للمضي قدماً نحو اتفاق لوقف إطلاق النار.
يأتي هذا في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، والتي تقرّب الجيش من السيطرة الكاملة على القطاع، لكنها تجرّ وراءها أيضاً مواجهات أكثر وخسائر متزايدة.
## ترقب النتائج
ميدانياً، استمرت الغارات الإسرائيلية على أنحاء متفرقة من غزة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. في ضوء هذه التطورات، يرجح أن يتم الإعلان عن الاتفاق أثناء لقاء ترمب ونتنياهو الأسبوع المقبل.
الدكتور مطاوع يرى أن هذه الفرصة الأخيرة أمام حماس لإبرام هدنة، وكذلك الفرصة الأكثر نضوجاً للوسطاء، لذلك فإن استمرار الضغوط مهم في هذه المرحلة للوصول إلى اتفاق قريب.