الجمعة 4 يوليو 2025
spot_img

الصين تحذر أوروبا: تجنبوا المواجهة.. لسنا خصومًا

تزايد التوترات بين الصين وأوروبا على خلفية ملفات الأمن والتجارة، دفعت وزير الخارجية الصيني وانغ يي للتحذير من خطر نشوب “مواجهة” بين الجانبين. وتسعى بكين لتقديم نفسها كقوة موازنة في وجه الولايات المتحدة.

تحذير صيني لأوروبا

أكد وانغ يي خلال لقائه بمسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس في بروكسل، على ضرورة عدم اعتبار الصين والاتحاد الأوروبي خصمين بسبب الخلافات، وتجنب المواجهة بسببها.

جاءت تصريحات وانغ ردًا على اتهامات كالاس لبكين بتهديد الأمن الأوروبي عبر هجمات سيبرانية وتدخلات في العمليات الديمقراطية وممارسات تجارية غير عادلة.

تحديات تواجه أوروبا

اعتبر وانغ أن أوروبا تواجه تحديات جمة، مؤكدًا أن الصين لم تكن سببًا في أي منها سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

شددت كالاس قبيل الاجتماع على أن الصين ليست خصمًا، لكن العلاقات تشهد توترًا متزايدًا بسبب قضايا الأمن.

دعم روسيا يثير القلق

أشارت كالاس إلى أن الشركات الصينية توفر دعمًا لموسكو في حربها ضد أوكرانيا، وأن بكين تنفذ هجمات إلكترونية وتتدخل في الديمقراطيات وتمارس تجارة غير منصفة، ما يضر بالأمن الأوروبي.

الخلافات بين الصين والاتحاد الأوروبي لا تقتصر على التجارة، بل تمتد إلى السياسة والأمن، حيث يتهم الاتحاد بكين بتدفق التكنولوجيا الحيوية إلى الجيش الروسي.

تناقض في السياسات الصينية

أكدت كالاس أن “تمكين روسيا في حربها في أوروبا مع السعي لتوثيق العلاقات مع أوروبا هو تناقض يتعين على بكين التعامل معه”. ودعت بكين لاستغلال قوتها المتزايدة للحفاظ على القانون الدولي.

حظر الاتحاد الأوروبي التجارة مع شركات صينية متهمة بدعم المجهود الحربي الروسي، مع اعتراف مسؤوليه بعدم قدرتهم على إقناع بكين بالتخلي عن “شراكتها الاستراتيجية الحيوية” مع موسكو.

بكين قوة موازنة

يسعى وانغ خلال جولته الأوروبية لتقديم بلاده كثقل موازن للولايات المتحدة، التي تهدد بفرض رسوم جمركية مشددة على الواردات من الاتحاد الأوروبي.

أكد وانغ أن “المسار الذي اتخذته الولايات المتحدة لا ينبغي اعتباره صورة للصين”، مشددًا على أن “الصين ليست الولايات المتحدة”.

خلافات تجارية متصاعدة

في الوقت الذي أحدث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هزة في العلاقات التجارية مع شركائه، سعى الاتحاد الأوروبي لتحسين العلاقات مع الصين، لكن السجال التجاري تعمق بسبب ممارسات صينية يعتبرها الاتحاد غير منصفة.

ناقش الجانبان قضايا دولية مثل أوكرانيا والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والبرنامج النووي الإيراني. ودعا وانغ إلى “احترام” متبادل وتشجيع سياسة “أكثر نشاطًا وواقعية” تجاه الصين.

اجتماعات مكثفة في أوروبا

التقى وانغ يي برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، مؤكدًا على ضرورة دعم النهج التعددي والتبادل الحر والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ.

تأتي زيارات وانغ يي إلى ألمانيا وفرنسا قبيل قمة الاتحاد الأوروبي والصين في بكين، والتي ستجمع الرئيس الصيني شي جينبينغ مع كبار المسؤولين الأوروبيين.

انتقادات حادة لواشنطن

في المقابل، اتهم مسؤول صيني كبير وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بـ”التحريض على المواجهة والنزاع” بعد دعوته لحلفاء الولايات المتحدة لتعزيز جيوشهم لمواجهة الصين.

على الرغم من التوصل إلى تفاهم تجاري بين الصين والولايات المتحدة، لا تزال الخلافات قائمة حول قضايا التكنولوجيا والأمن والجغرافيا السياسية، بما في ذلك الحربان في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى المطالبات الإقليمية الصينية.

تحذيرات أمريكية من الصين

حذر وزير الدفاع بيت هيغسيث من أن الصين تستعد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، وحث حلفاء الولايات المتحدة على تحقيق “السلام من خلال القوة”.

ردًا على ذلك، اعتبر ليو جيانتشاو أن تصريحات هيغسيث تنطوي على “تفكير يقوم على الهيمنة”، وأن ما يريده هو “القوة، وليس الحوار”، و”المواجهة والنزاع، وليس السلام والوئام”.

النزاعات الإقليمية

يستمر الخلاف بين الصين والولايات المتحدة بشأن مطالب بكين التوسعية في بحر الصين الجنوبي ورفضها استبعاد استخدام القوة للسيطرة على تايوان.

أكد ليو جيانتشاو أن الحكومة الصينية لن تتراجع أبدًا عن هذه القضايا، وأنها ستبذل قصارى جهدها لتحقيق التوحيد السلمي للوطن الأم، لكنها لن تسمح باستقلال تايوان، مشددًا على ضرورة احترام الولايات المتحدة لسيادة الصين في هذه المسألة.

حاملة الطائرات شاندونغ

وصلت حاملة الطائرات الصينية “شاندونغ” إلى هونغ كونغ بعد مشاركتها في مناورات قتالية في غرب المحيط الهادئ، وستبقى مع مجموعتها البحرية في هونغ كونغ لمدة خمسة أيام، تشمل زيارات وأنشطة تبادل ثقافي.

احتفلت هونغ كونغ بالذكرى الـ28 لعودتها إلى الصين، وتعتبر “شاندونغ” أول حاملة طائرات تُبنى في الصين ودخلت الخدمة في 2019، وتمتلك بكين حاملتي طائرات عاملتين بالإضافة إلى حاملة ثالثة قيد الاختبار.

مناورات عسكرية صينية

أعلنت الصين أن مجموعتيها البحريتين الضاربتين “أكملتا بنجاح” مناورات قتالية في غرب المحيط الهادئ.

في المقابل، اتهمت طوكيو طائرات مقاتلة صينية بالإقلاع من حاملة الطائرات شاندونغ والاقتراب لمسافة 45 مترًا من طائرة دورية عسكرية يابانية، وهو ما نفته بكين.

زيارة حاملة الطائرات

شاركت “شاندونغ” في مناورات عسكرية في مضيق تايوان، وفي وقت لاحق رصدت البحرية الفلبينية الحاملة بالقرب من بابويان.

نفدت تذاكر زيارة السفن في هونغ كونغ في غضون دقائق، وتعتبر “شاندونغ” ثاني حاملة طائرات صينية تزور هونغ كونغ بعد “لياونينغ” في 2017.

اقرأ أيضا

اخترنا لك