الجمعة 4 يوليو 2025
spot_img

تقارير تكشف سر انسحاب مصر وتخليها عن صفقة المقاتلات الروسية su-35

كشفت تقارير غربية أن القاهرة تخلت عن مقاتلات “سو-35” الروسية بعد تقييم فني كشف عن نقاط ضعف حرجة في الأنظمة، ومخاوف بشأن الرادار القديم وأنظمة الحرب الإلكترونية الضعيفة.

عيوب “سو-35” تطيح بالصفقة

التقارير الغربية قالت إن مسؤول عسكري مصري رفيع المستوى كشف عن إلغاء صفقة شراء مقاتلات “سو-35” الروسية التي تم ابرامها في عام 2018، بعد تقييم فني شامل كشف عن أوجه قصور خطيرة في أنظمة الطائرة.

القرار، الذي كان مدفوعًا في البداية بضغوط جيوسياسية من الولايات المتحدة، تعزز بمخاوف بشأن الرادار القديم للطائرة، وأنظمة الحرب الإلكترونية الضعيفة، والمحركات غير الفعالة.

هذه العيوب لم تلب احتياجات القوات الجوية المصرية في مواجهة التهديدات الإقليمية الحديثة، ما أثار تساؤلات حول مكانة روسيا في سوق الأسلحة العالمي.

تاريخ الصفقة الملغاة

تُعد “سو-35” مقاتلة متعددة المهام من الجيل 4.5 طورتها شركة “سوخوي” الروسية، وكانت تعتبر حجر الزاوية في صادرات موسكو العسكرية.

العقد المصري بقيمة 2 مليار دولار لشراء 24 طائرة، الذي تم توقيعه في عام 2018، كان يُنظر إليه على أنه فوز كبير لروسيا في الشرق الأوسط.

ضغوط أمريكية وعيوب فنية

الضغوط الأمريكية من خلال قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) والعيوب الفنية دفعت القاهرة للتخلي عن الصفقة بحلول عام 2020، مع إعادة توجيه الطائرات لاحقًا إلى إيران.

التقارير كشفت عن العيوب المحددة التي قلبت الموازين ضد “سو-35″، وقدمت لمحة نادرة عن الحسابات الاستراتيجية لمصر وتأثيراتها على المشهد العسكري في المنطقة.

نظرة فاحصة على “سو-35”

تُعرف “سو-35″، بـ”فلاكنر-إي” في مصطلحات الناتو، وهي مقاتلة ذات محركين تتميز بقدرة فائقة على المناورة، مصممة لمنافسة المنصات الغربية مثل “إف-15″ و”رافال”.

مدعومة بمحركين من طراز “ساتورن إيه إل”، تتمتع الطائرة بنسبة دفع إلى وزن تبلغ 1.1، ما يمنحها قدرات قتالية جوية رشيقة.

قدرات ومواطن ضعف

يمكن لرادار “إيربيس-إي”، وهو عبارة عن مجموعة مسح إلكتروني سلبي (PESA)، اكتشاف أهداف على نطاقات تصل إلى 400 كيلومتر، ويمكن للطائرة حمل حمولة متنوعة، بما في ذلك صواريخ “آر-77” جو-جو وصواريخ “كيه إتش-31” المضادة للسفن.

على الرغم من نقاط القوة هذه، وجد التقييم المصري أن “سو-35” تفتقر إلى المجالات الحيوية الضرورية للقتال الجوي الحديث.

نظام الحرب الإلكترونية

اعتُبر نظام الحرب الإلكترونية، الذي يهدف إلى حماية الطائرة من رادار العدو وتهديدات الصواريخ، غير كافٍ.

وفقًا للمسؤول المصري، عانى النظام ضد تقنيات التشويش المتقدمة السائدة في ساحات القتال اليوم، حيث أصبحت الإجراءات الإلكترونية المضادة متطورة بشكل متزايد.

تكنولوجيا قديمة

يعتمد نظام “بيزا” على تكنولوجيا قديمة تستخدم مكونات زرنيخيد الغاليوم، وهي أقل كفاءة وأكثر عرضة للتشويش من أنظمة “إيسا” القائمة على نتريد الغاليوم.

توفر هذه الأنظمة تمييزًا فائقًا للأهداف ومقاومة للتداخل الإلكتروني، ما جعل القوات الجوية المصرية تعتبر رادار “سو-35” قديمًا بالنسبة لمتطلبات الحرب الحديثة.

محركات تثير القلق

أثارت محركات الطائرة أيضًا علامات استفهام، إذ تنتج محركات “إيه إل-41 إف1 إس” بصمة حرارية وصوتية عالية، ما يجعل اكتشاف “سو-35” أسهل بواسطة أنظمة الأشعة تحت الحمراء والرادار.

هذا يضر بقدرتها على البقاء في العمليات التي تركز على التخفي، وهي أولوية متزايدة في المناطق التي تواجه تهديدات متقدمة مثل طائرات “إف-35 آي أدير” الإسرائيلية أو طائرات “بيرقدار” التركية بدون طيار.

الاعتماد على “أواكس”

يعمل سلاح الجو المصري بموجب عقيدة تؤكد على الاستقلالية التشغيلية، وهي ضرورة نظرًا للتهديدات المعقدة في الشرق الأوسط، من التمرد في سيناء إلى النزاعات المحتملة على طول حدوده.

تعارض اعتماد “سو-35” على التوجيه الخارجي من أنظمة الإنذار والتحكم المحمولة جواً (أواكس) مع هذا النهج.

الاستقلالية في العمليات

بخلاف “رافال”، التي تدمج أجهزة استشعار متقدمة مثل رادار “تاليس آر بي إي 2” ونظام الحرب الإلكترونية “سبكترا” للعمليات المستقلة، تتطلب “سو-35” وصلات بيانات مستمرة إلى “أواكس” لتحقيق الأداء الأمثل في المهام المعقدة.

القيود جعلت “سو-35” غير مناسبة للاحتياجات التكتيكية للقاهرة، لا سيما في منطقة تكون فيها الاستجابات السريعة والمستقلة بالغة الأهمية.

ضغوط جيوسياسية

لم يكن إلغاء صفقة “سو-35” قرارًا فنيًا بحتًا، إذ مارست الولايات المتحدة، خشية من تزايد نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، ضغوطًا كبيرة من خلال قانون “CAATSA”.

بحلول عام 2020، وضعت القاهرة الصفقة جانبًا بهدوء، وأعادت روسيا توجيه طائرات “سو-35” إلى إيران، وهي خطوة أكدتها منشورات على “إكس” وذكرتها صحيفة “موسكو تايمز”.

تعزيز العلاقات مع فرنسا والصين

يعكس تحول مصر بعيدًا عن روسيا أيضًا علاقاتها المتعمقة مع فرنسا، وعلى نحو متزايد، مع الصين.

في الوقت نفسه، استحوذ الوجود الصيني المتزايد في المنطقة، والذي تجسده مقاتلة “جيه-10 سي”، على اهتمام القاهرة.

خريطة طريق جديدة لسلاح الجو

مع وضع صفقة “سو-35” في المرآة الخلفية، تستكشف مصر خيارات لتعزيز قواتها الجوية، بما يتماشى مع أهدافها الاستراتيجية والواقع الإقليمي.

تظل “رافال” العمود الفقري لأسطول القاهرة، وتقدم أداءً مثبتًا في أدوار جو-جو وجو-أرض.

“جيه-10 سي” منافس قوي

برزت الطائرة الصينية “جيه-10 سي” كمنافس قوي، لا سيما بعد مشاركة مصر في تمرين “نسور الحضارة 2025” مع الصين، والذي عرض قدرات الطائرة.

على عكس “سو-35″، تتميز “جيه-10 سي” برادار “إيسا” وتكاليف تشغيل أقل، ما يجعلها خيارًا جذابًا لمصر المهتمة بالتكلفة.

أنظمة بدون طيار

الأنظمة غير المأهولة موجودة أيضًا على رادار مصر. توفر الطائرة التركية “بيرقدار تي بي 2″، المستخدمة على نطاق واسع في الصراعات الإقليمية، قدرات ضربات دقيقة منخفضة التكلفة، في حين توفر الطائرات الصينية بدون طيار مثل “وينغ لونغ II” خيارات مراقبة وهجوم متقدمة.

تضاؤل النفوذ الروسي

قال التقرير إن قرار مصر بالانسحاب من صفقة “سو-35” يُعد بمثابة ضربة لصناعة الدفاع الروسية، التي تعاني بالفعل من انتكاسات في أسواق أخرى.

أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة الضغط على قدرة روسيا على إنتاج وتسليم أنظمة متقدمة، مع توقف خطوط الإنتاج بسبب العقوبات والخسائر في ساحة المعركة.

تحول في توازن القوى

يعكس رفض مصر لـ “سو-35” اتجاهات أوسع تعيد تشكيل المشهد العسكري في الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، تواصل فرنسا ترسيخ مكانتها كمورد رئيسي لمصر، مستفيدة من سجل “رافال” المثبت.

تحديات وفرص

يسلط القرار الضوء أيضًا على النفوذ الدائم للولايات المتحدة في المنطقة. من خلال الاستفادة من قانون “CAATSA”، نجحت واشنطن في توجيه مصر بعيدًا عن الأنظمة الروسية، والحفاظ على نفوذها الاستراتيجي.

مع سعي بكين لتوسيع بصمتها في الشرق الأوسط، سيكون تحقيق التوازن بين هذه العلاقات أمرًا بالغ الأهمية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك