غزة تحت نيران القصف: أدلة تشير إلى استخدام إسرائيل قنبلة ضخمة في هجوم على مقهى. خبراء قانونيون يحذرون من احتمال ارتكاب جريمة حرب في ظل وجود مدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار السن.
قنبلة MK-82 في غزة
كشفت تحقيقات عن استخدام الجيش الإسرائيلي قنبلة تزن 230 كيلوغرامًا من طراز “مارك 82” (MK-82) في قصف مقهى “الباقة” على شاطئ غزة، مخلفةً دمارًا واسعًا وضحايا مدنيين. وتعتبر هذه القنبلة أمريكية الصنع، وقد استخدمت في العديد من حملات القصف السابقة.
خبراء الذخائر أكدوا أن الشظايا التي عُثر عليها في موقع الهجوم تعود إلى قنبلة MK-82، كما أن حجم الحفرة التي خلفها الانفجار يشير إلى استخدام قنبلة كبيرة بهذا الحجم.
ضحايا مدنيون بالهجوم
أسفر الهجوم على المقهى عن مقتل ما بين 24 و 36 فلسطينيًا، وإصابة العشرات، من بينهم نساء وأطفال. وكان من بين الضحايا صانع أفلام معروف وربة منزل وطفل في الرابعة من عمره، إضافة إلى إصابة صبي وفتاة في سن المراهقة.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صرح بأن الهجوم على المقهى قيد المراجعة، زاعمًا اتخاذ “خطوات للتخفيف من خطر إلحاق الضرر بالمدنيين باستخدام المراقبة الجوية قبل الغارة”.
مخالفة القانون الدولي
يُحظر القانون الدولي، استنادًا إلى اتفاقيات جنيف، شن هجمات تتسبب في خسائر بشرية بين المدنيين تكون “مفرطة أو غير متناسبة” مع الميزة العسكرية المتوقعة.
خبراء قانونيون يرون أن استخدام قنبلة بهذا الحجم في منطقة مدنية مكتظة، مثل مقهى، يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، ويحتمل أن يرقى إلى جريمة حرب.
شهادات وتحذيرات
جيري سيمبسون من منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكد أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بوجود مدنيين في المقهى، واستخدام قنبلة كبيرة في مثل هذا المكان يشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين.
الدكتور أندرو فوردي، أستاذ قانون حقوق الإنسان في جامعة دبلن سيتي، وصف الهجوم بأنه “صادم”، مؤكدًا أن استخدام ذخائر ثقيلة في منطقة مدنية سيؤدي حتمًا إلى نتائج عشوائية تتعارض مع اتفاقيات جنيف.
مقهى الباقة.. تاريخ وذكريات
مقهى “الباقة” كان معلمًا معروفًا في غزة، ومكانًا للترفيه للعائلات والشباب على مدى 40 عامًا. ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان غزة، كان المقهى يوفر متنفسًا لبعضهم.
منطقة الميناء التي يقع فيها المقهى لم تكن مشمولة بأي من أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الهدف الذي استدعى هذا الهجوم.
استخدام الذخائر الثقيلة
مارك شاك، الأستاذ المشارك في القانون الدولي في جامعة كوبنهاغن، اعتبر أنه من الصعب تبرير استخدام هذا النوع من الذخائر في منطقة مدنية، مشيرًا إلى أن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين يتطلب هدفًا ذا أهمية عسكرية كبيرة جدًا.
خبراء الأسلحة قاموا بتحديد بقايا القنبلة المستخدمة، مؤكدين أنها إما قنبلة من طراز (MPR500) أو (MK-82)، مما يثير المزيد من المخاوف بشأن استخدام إسرائيل للأسلحة الثقيلة في المناطق المدنية.
ترسانة إسرائيل العسكرية
إسرائيل تمتلك مجموعة واسعة من الذخائر، وكثيرًا ما استخدمت أسلحة أصغر في ضربات دقيقة ضد أهداف محددة. واستخدام قنبلة بهذا الحجم في منطقة مدنية يثير تساؤلات حول مدى التزامها بقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني.