الجمعة 4 يوليو 2025
spot_img

البنتاجون يستبدل أقمار البيانات بشبكة سرية من “ستارلينك”

تحول استراتيجي في الفضاء الأمريكي

تخطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء برنامج تشغيل أسطول الأقمار الصناعية لنقل البيانات، والذي تديره وكالة تطوير الفضاء الأمريكية (SDA)، واستبداله بشبكة سرية تعتمد على أنظمة “ستارلينك” للإنترنت التابعة لشركة “سبيس إكس”. تأتي هذه الخطوات وفقاً لوثائق الميزانية التي نشرتها مواقع إخبارية متخصصة.

أثار هذا التوجه الجديد تساؤلات بين المشرعين خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي، حيث تم استعراض ميزانية قوة الفضاء.

برنامج جديد بتكلفة 277 مليون دولار

يتضمن الاقتراح الحكومي تخصيص 277 مليون دولار لبدء برنامج جديد يحمل اسم “بي ليو ساتكوم” أو “ميلنت”، وهو ما لم يظهر سابقاً في ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية.

استراتيجية الميزانية للسنة المالية 2026 تقضي بإلغاء التمويل لمجموعة جديدة من الأقمار الصناعية لنقل البيانات، على أن يتم استبدالها ببرنامج “ميلنت” الذي يهدف لدعم درع الدفاع الصاروخي المقترح المعروف بـ”القبة الذهبية”.

البحث عن بدائل وتجديد الشبكات

وأشار الجنرال تشانس سالتزمان، رئيس عمليات الفضاء، خلال الجلسة، إلى أن الجيش الأمريكي يسعى لإيجاد بدائل توسيع نطاق شبكة الاتصالات في المدار الأرضي المنخفض عبر حلول تجارية.

يهدف البرنامج إلى توفير شبكة أكثر مرونة وفاعلية في تتبع الصواريخ ونقل البيانات، مقارنة بالأقمار الصناعية التقليدية باهظة الثمن.

دور الأقمار في الإنذار المبكر

تسهم الأقمار الصناعية في اكتشاف الحرارة الناتجة عن إطلاق الصواريخ أو الانفجارات الكبيرة، مما يوفر تحذيراً مبكراً من الهجمات. وقد أثبتت أقمار الإنذار المبكر فعاليتها ضد الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت نحو إسرائيل الشهر الماضي.

الأقمار الصغيرة في المدار المنخفض أقل عرضة للهجمات، ويسهل استبدالها بتكاليف منخفضة، مما يعزز من فعالية البرنامج الجديد.

إلغاء الدفعة الثالثة وتحديات المنافسة

تتضمن خطة وكالة تطوير الفضاء الأمريكية نشر أساطيل من الأقمار في المدارات المنخفضة بشكل دوري، حيث من المقرر إطلاق 27 قمراً تجريبياً في 2023، وما يزيد عن 150 قمراً من الدفعة الأولى هذا العام، وأكثر من 250 قمراً في 2027. ولكن وزارة الدفاع تسعى لإلغاء الدفعة الثالثة من أقمار نقل البيانات مع الإبقاء على أقمار التتبع.

على الرغم من عدم الإشارة بشكل صريح إلى “سبيس إكس” في وثائق البنتاغون، فإن برنامج “ميلنت” يعتمد على منصة “ستارشيلد”، النسخة العسكرية من “ستارلينك”.

مخاوف من الاعتماد على مورد واحد

تدير الشبكة بالتعاون بين قوة الفضاء ومكتب الاستطلاع الوطني حوالي 480 قمراً تشغلها “سبيس إكس” تحت الإشراف العسكري، مما يزيد من أهمية الاعتماد على تقنيات متطورة.

أثار بعض المشرعين، مثل السيناتور كريس كونز، مخاوف بشأن الاعتماد على شركة واحدة مثل “سبيس إكس”، معتبرين أن ذلك يمكن أن يحد من المنافسة. بينما حذّر السيناتور جون هوفن من تبعات الاعتماد على شركات خاصة في مجالات الحرب.

مستقبل التكنولوجيا العسكرية

أكدت قوة الفضاء الأمريكية أن هيكلية “ميلنت” لا تزال في مراحل التطوير، مع السعي لإدماج مزيد من الموردين لتفادي الاعتماد على مورد واحد.

بينما تُقدم شركات مثل “أمازون” خيارات مستقبلية عبر شبكة “كايبر”، تبقى “ستارلينك” و”ستارشيلد” الخيار التجاري الوحيد المتاح حالياً، مما يمنح “سبيس إكس” مزايا تنافسية كبيرة في هذا القطاع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك