يشهد التسوق الإلكتروني ازدهارًا ونمواً كبيرًا في البلدان العربية، حيث وصل حجم التجارة الإلكترونية العربية إلى حوالي 48.6 مليار دولار في عام 2022، ومتوقع أن يصل إلى 57 مليار دولار في عام 2026.
التسوق الإلكتروني أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، خاصة السيدات اللاتي يجدن متعة في هذا النوع من التسوق لسهولة اختيار الأشياء، وأثار هذا النمو السريع أثار العديد من النقاشات والتسؤلات حول مزاياه وعيوبه، خصوصًا في ظل التطورات التكنولوجية التي جعلت من التسوق عبر الإنترنت خيارًا مغريًا ومتاحًا للجميع.
التحديات والمخاطر
على الرغم من المزايا العديدة التي يقدمها التسوق الإلكتروني، إلا أنه ليس خاليًا من التحديات والمخاطر، ومن أبرز هذه التحديات هو القلق بشأن أمان المعاملات الإلكترونية وحماية البيانات الشخصية، وكذلك الهجمات الإلكترونية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت تثير مخاوف حقيقية لدى الكثير من المستهلكين، حيث يمكن أن يتعرضوا لخسائر مالية نتيجة لهذه الهجمات.
بالإضافة إلى ذلك قد يواجه المستهلكون مشاكل تتعلق بجودة المنتجات التي تصل إليهم مقارنة بما يتم عرضه على المواقع، وكذلك مشاكل تتعلق بتأخير الشحن أو فقدان الطرود، حيث أن بعض المواقع تفتقر إلى خدمات ما بعد البيع، مما يصعب على المستهلكين عملية استرجاع أو استبدال المنتجات غير المرضية.
شبكة “دال الإخبارية ” حاولت الوقف على بعض من مميزات وسلبيات هذ النوع من التسوق، من خلال آراء ووجهات نظر عدد من مستخدمي التسوق الإلكتروني، حيث أكدت شيرين محمد، ربة منزل، أن أبرز ما يميز التسوق الإلكتروني هو التسهيلات الكبيرة التي يوفرها للمستهلكين، إذ يمكن للأفراد تصفح آلاف المنتجات من مختلف العلامات التجارية دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم.
وأوضحت بأنها تستخدم السوق الإلكتروني في شراء منتجات العناية الشخصية، مؤكده أن هذا النوع من التسوق يمنح المستهلكين مرونة كبيرة في اختيار المنتجات والمقارنة بين الأسعار والعروض الترويجية المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك فإن من أهم مميزات التسوق الإلكتروني أنه يقدم خدمات التوصيل السريع للمنازل وخيارات لمتنوعة للدفع، مما يزيد من راحة العملاء ويجعل تجربتهم أكثر سلاسة.
ومن ناحية أخرى، يشتكي علي خلف، 45 عاما من صعوبة استرجاع المنتجات، أو استبدالها، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقع وصفحات غير محلية، وهذا ما حدث معه حينما قام بشراء ملابس شخصية من متجر إلكتروني، وتم شحنها في طرد، لكنه اكتشف بعد ذلك كونها غير مطابقة للمواصفات المُعلن عنها على الموقع.
ومع تكرار السلبيات التي قد يواجهها المستهلك يجد نفسه في حالة من الإحباط التي تجعله يتردد في تكرار تجربة التسوق الإلكتروني، ما قد يدفعه للعودة إلى التسوق التقليدي وتجنب منتجات السوق الإلكتروني.
مستقبل التسوق الإلكتروني
من المتوقع أن يستمر التسوق الإلكتروني في النمو والازدهار في المستقبل، حيث تتجه المزيد من الشركات إلى تحسين تجارب العملاء من خلال استخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، وهذه التقنيات تتيح تجربة تسوق أكثر تفاعلية وشخصية، مما يعزز من رضا العملاء وثقتهم بالتسوق الإلكتروني.
وفي الوقت نفسه، تستمر شركات ومتاجر التسوق الإلكتروني في العمل على تحسين أمان المعاملات عبر الإنترنت وحماية البيانات الشخصية، مما سيساهم في تقليل المخاوف المتعلقة بالتسوق الإلكتروني وزيادة الاعتماد عليه.
ويبقى التسوق الإلكتروني تجربة فريدة، تحمل في طياتها الكثير من الإيجابيات، لكنها لا تخلو من بعض التحديات والمخاوف، ومع مرور الوقت سيصبح السوق الإلكتروني جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، كما أن استمرار تطور هذا القطاع، يتطلب العمل على تعزيز الأمان والشفافية في التعاملات الإلكترونية لضمان تجربة تسوق آمنة ومرضية لجميع المستهلكين.
حجم سوق التجارة لإلكترونية
وكشف تقرير صادر عن صندوق النقد العربي أن حجم سوق التجزئة العالمي للتجارة الإلكترونية وصل إلى نحو 5.7 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يستمر في النمو ليصل إلى 8.1 تريليون دولار في عام 2026، ما يمثل حوالي 24% من إجمالي مبيعات التجزئة.
وأشار التقرير إلى أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سجل السوق حوالي 48.6 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 32% خلال الفترة من 2018 إلى 2022، ومن المتوقع أن يرتفع حجم هذا السوق بنسبة 12.6% خلال الفترة من 2022 إلى 2026، ليصل إلى حوالي 57 مليار دولار بحلول عام 2026.
وعن مصر، قال صندوق النقد العربي إن مبيعات التجارة الإلكترونية زادت بنسبة 2.4% لتصل إلى حوالي 6.3 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بمعدل سنوي 15.8% للفترة من 2022 إلى 2027، حيث من المتوقع أن تصل قيمة المبيعات إلى حوالي 13.1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.