استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في مدينة العلمين الجديدة.
اجتماع مهم
يأتي اجتماع السيسي مع قائدي الجيش السوداني والليبي في ظل توتر متزايد بين الطرفين، حيث تبادلا الاتهامات حول دعم قوات الدعم السريع في هجمات على الحدود، مما يزيد من مخاوف من تصعيد إقليمي يهدد الاستقرار.
تركزت الاتهامات بشكل خاص على منطقة المثلث الحدودي، وهي منطقة استراتيجية تتقاطع فيها حدود السودان ومصر وليبيا، وتشمل جبل العوينات. تعتبر هذه المنطقة حساسة على خلفية موقفها الجغرافي ووجود موارد طبيعية محتملة.
دور مصر المحوري
أعرب السيسي خلال اللقاء عن تقدير مصر للدور الذي يلعبه الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب، والذي ساهم بشكل كبير في محاربة التنظيمات المتطرفة في شرق ليبيا.
في المقابل، أعرب المشير حفتر عن امتنانه للدعم المصري المستمر للشعب الليبي، مشيدًا بجهود مصر لإعادة الأمن والاستقرار في بلاده، خاصة منذ اندلاع الأزمة.
اتهامات متبادلة
في يونيو الجاري، اتهمت القوات المسلحة السودانية، بقيادة البرهان، قوات تابعة للمشير حفتر، وبخاصة لواء “سبيل السلام”، بالتعاون مع قوات الدعم السريع لشن هجوم على مواقع حدودية سودانية، واعتبرت ذلك “اعتداء سافر”.
كما اتهمت الخارجية السودانية الإمارات بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدة أنها تقوم بتمويل قوات الدعم السريع وتساعد في توفير الأسلحة والمرتزقة عبر الحدود، وهو ما وصفته بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
ردود فعل الجيش الوطني الليبي
نفت القوات المسلحة الليبية بقيادة حفتر تلك الاتهامات بشكل قاطع، متهمةً إياها بأنها “افتراءات لا أساس لها من الصحة”، ومؤكدة التزامها بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما أشارت قوات حفتر إلى أن الاشتباكات الحدودية نتيجة “كمين” ولم تكن هجومًا مخططًا له، واقترحت اللعب دور الوسيط لتهدئة التوترات بين الأطراف المشتبكة في السودان.
الدعم المصري للسودان
تستمر مصر في دعم الجيش السوداني بقيادة البرهان، منذ بداية النزاع مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023. تعتبر مصر السودان حليفًا استراتيجيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، مثل نزاع سد النهضة مع إثيوبيا.
كما تدعم مصر استقرار ليبيا، وتركز على أن استقرار البلاد جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، في ظل العلاقة التاريخية مع المشير حفتر.
