روسيا تستولي على منجم ليثيوم استراتيجي بأوكرانيا يهدد خطط الغرب

القوات الروسية تسيطر على موقع ليثيوم استراتيجي في دونيتسك الأوكرانية، في خطوة تصعيدية تهدد بتغيير موازين القوى في قطاعات التكنولوجيا والدفاع العالمية. العملية العسكرية، التي جرت كجزء من هجوم صيفي واسع، تؤكد سعي موسكو للسيطرة على الموارد الاستراتيجية وتعزيز نفوذها الجيوسياسي.

أهمية موقع شفتشينكو

يمتد موقع شفتشينكو على مساحة تقدر بنحو 40 هكتارًا، ويحتوي على ما يقرب من 13.8 مليون طن من خام الليثيوم بتركيز عالٍ من أكسيد الليثيوم. هذا المخزون يجعله أصلاً قيماً لإنتاج البطاريات المستخدمة في الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع المتقدمة.

السيطرة على هذا المورد الحيوي تعزز قدرة روسيا على إنتاج بطاريات متطورة محليًا، وتقليل اعتمادها على الواردات من الصين، التي تهيمن على سوق معالجة الليثيوم العالمي.

تكتيكات روسية متطورة

استخدمت القوات الروسية تكتيكات عسكرية متطورة للسيطرة على موقع شفتشينكو، وفقًا لتقارير استخباراتية مفتوحة المصدر وخرائط ميدانية من مجموعات مثل DeepState. بدأت العملية بهجوم مدفعي كثيف وغارات دقيقة بطائرات بدون طيار لتقويض الدفاعات الأوكرانية قبل شن هجمات برية من عدة اتجاهات.

“كاميكازي” تغير قواعد اللعبة

لعبت طائرات “لانسيت 3” الروسية دورًا حاسمًا في العملية. هذه الطائرات، المعروفة أيضًا باسم “كاميكازي”، تحمل رأسًا حربيًا يزن 3 كيلوغرامات ويمكنها ضرب أهداف على بعد يصل إلى 40 كيلومترًا بدقة متناهية.

قدرة هذه الطائرات على التحليق فوق ساحة المعركة وتحديد وتدمير التحصينات والمركبات والمواقع المدفعية الأوكرانية، أثبتت أنها حاسمة في تعطيل خطوط الدفاع الأوكرانية.

تفوق المدفعية الروسية

إلى جانب الطائرات بدون طيار، دعمت العملية مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز 2S19 Msta-S عيار 152 ملم، وهي قادرة على إطلاق ما يصل إلى ثماني قذائف في الدقيقة على مدى 29 كيلومترًا. هذه المدافع، المزودة بأنظمة تحكم في إطلاق النار آلية، سمحت للقوات الروسية بشن وابل مستمر على المواقع الأوكرانية.

الليثيوم وقوة النيران الحديثة

يكمن موقع شفتشينكو في أهميته الإستراتيجية للتكنولوجيا العسكرية. الليثيوم، الذي يُطلق عليه غالبًا “الذهب الأبيض”، هو حجر الزاوية لأنظمة الدفاع الحديثة، حيث يشغل بطاريات عالية السعة في الطائرات بدون طيار وأجهزة الاتصال المحمولة وأجهزة الاستشعار المتقدمة.

أهمية عسكرية متزايدة

تعتبر بطاريات الليثيوم أيون ضرورية لتشغيل الطائرات بدون طيار، مثل Bayraktar TB2 التركية الصنع و ZALA Lancet الروسية. توفر هذه البطاريات كثافة الطاقة اللازمة لأوقات طيران طويلة وأداء موثوق في الظروف القاسية.

السيطرة الصينية على التكرير

تسيطر الصين على ما يقرب من 60% من قدرة تكرير الليثيوم العالمية، وفقًا لتقرير صدر عام 2025 عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. تسعى روسيا إلى التخفيف من هذا الاعتماد من خلال الاستحواذ على المعادن.

مخاطر جيوسياسية متصاعدة

يعد الاستيلاء على موقع شفتشينكو جزءًا من إستراتيجية روسية أوسع للسيطرة على الثروة المعدنية الهائلة في أوكرانيا، والتي تقدر بنحو 14.8 تريليون دولار من قبل مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة.

اتفاقية أمريكية أوكرانية

يهدف اتفاق المعادن الحيوية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لعام 2025، والذي تبلغ قيمته 2.5 مليار دولار، إلى التنقيب المشترك عن احتياطيات أوكرانيا. ومع ذلك، فإن الاستيلاء الروسي يقوض هذه الصفقة.

تحديات الدفاع الأوكراني

يسلط سقوط شفتشينكو الضوء على نقاط الضعف في إستراتيجية الدفاع الأوكرانية، لا سيما في دونيتسك، حيث استغلت القوات الروسية الثغرات في الخطوط الدفاعية. القوات الأوكرانية، التي استنزفتها أشهر من الحرب، تكافح من أجل الحفاظ على القرية في مواجهة التفوق العددي الروسي والهجمات المتواصلة.

نظرة مستقبلية

قد يعزز الاستيلاء على موقع شفتشينكو قدرات روسيا العسكرية، لكن تأثيره الفوري لا يزال غير مؤكد. يتطلب تطوير الموقع استثمارًا كبيرًا وخبرة فنية، وكلاهما مقيد بالعقوبات والصراع المستمر.