أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقته المبدئية على المشاركة في محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، شريطة حضور نظيره الروسي فلاديمير بوتين. جاء ذلك على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد لقائه ترامب في قمة “حلف شمال الأطلسي” في لاهاي.
مقترح الوساطة
أوضح أردوغان أنه نقل للرئيس الأميركي استعداد أنقرة لاستضافة الزعيمين الروسي والأوكراني لإجراء مباحثات سلام. ونقل مكتب الرئيس التركي عن أردوغان قوله للصحافيين: “قال ترامب: إذا جاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إسطنبول أو أنقرة لإيجاد حل، فسأحضر أنا أيضاً”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه كييف وموسكو جهود تبادل الأسرى، بموجب اتفاق سابق تم التوصل إليه في إسطنبول.
تبادل الأسرى مستمر
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عودة جنود من القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود إلى ديارهم، مرفقًا منشوره بصور للعسكريين المحررين.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية عودة مجموعة أخرى من العسكريين الروس من الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
جمود محادثات السلام
على الرغم من هذه التطورات، أشارت وكالة “إنترفاكس” الروسية نقلًا عن الكرملين إلى عدم إحراز أي تقدم حتى الآن في تحديد موعد للجولة المقبلة من محادثات السلام.
في المقابل، نقلت وكالة “تاس” عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تأكيد روسيا دعمها لجهود الوساطة الأميركية.
جهود الوساطة التركية
يُذكر أن روسيا وأوكرانيا استأنفتا محادثات مباشرة في إسطنبول في منتصف شهر مايو الماضي وفي بداية شهر يونيو الماضي، بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات، مما أفضى إلى سلسلة من عمليات تبادل الأسرى.
إلا أن هذه المحادثات لم تسفر عن تقدم ملموس نحو تحقيق وقف إطلاق النار الذي تطالب به أوكرانيا بدعم من الغرب.
محكمة خاصة بأوكرانيا
في سياق متصل، وقّعت أوكرانيا ومجلس أوروبا اتفاقًا يهدف إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس بتهمة “ارتكاب جريمة العدوان على أوكرانيا”.
تم توقيع الاتفاق في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لمجلس أوروبا، آلان بيرسيه.
العدالة ستتحقق
وصف زيلينسكي الاتفاق بأنه “خطوة بالغة الأهمية”، مؤكدًا على ضرورة أن يعرف كل مجرم حرب أن العدالة ستتحقق، بما في ذلك روسيا.
أشار زيلينسكي إلى أن الطريق لا يزال طويلاً، وأن اتفاق اليوم ليس سوى البداية، ويتطلب تعاونًا سياسيًا وقانونيًا وثيقًا لضمان مثول كل مجرم حرب روسي أمام العدالة، بمن فيهم الرئيس بوتين.
دعم أوكرانيا مستمر
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، في مقابلة صحفية، التزام جميع دول الحلف، بما في ذلك الولايات المتحدة، بدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وأضاف روته أنه لا يوجد أحد في “حلف شمال الأطلسي” لديه تصوّر ساذج بشأن روسيا، وأن جميع الأعضاء لديهم تقييم متقارب تجاه موسكو.
التزامات حلف الناتو
ورغم التساؤلات التي أثيرت حول التزامات الولايات المتحدة تجاه كييف، على خلفية موقف الرئيس ترامب الأكثر تصالحاً تجاه روسيا، أكد روته أن جميع دول “حلف شمال الأطلسي” ملتزمة تماماً بدعم أوكرانيا في الحرب، لضمان استدامة أي اتفاق سلام أو وقف لإطلاق النار يتم التوصل إليه.
وأشار إلى أن التوجه السائد هو أن الأوروبيين سيكونون مسؤولين عن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
أمن روسيا في خطر
في رد فعل على التزام دول “الناتو” برفع إنفاقهم الدفاعي، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن هذا القرار “لن يؤثر كثيراً على أمن روسيا”.
كانت الدول الأعضاء في “حلف شمال الأطلسي” قد اتفقت على زيادة هدف الإنفاق الجماعي إلى خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات العشر المقبلة، مبررة ذلك بالتهديد الذي تمثله روسيا.
موقف لافروف
أكد لافروف أن روسيا تعرف الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وأنها لا تخفيها بل تعلنها، مشيراً إلى أنها قانونية تماماً من منظور أي تفسير لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
واتهم الكرملين الحلف بتصوير روسيا على أنها “شيطان من الجحيم” لتبرير “الإفراط في العسكرة”.
دعم كوريا الشمالية
في تطور لافت، كشفت معلومات استخباراتية عن تخطيط كوريا الشمالية لإرسال المزيد من القوات إلى روسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، ربما في شهر يوليو القادم.
تأتي هذه التأكيدات بعد تصريح لرئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، أفاد فيه بأن كوريا الشمالية سترسل عسكريين وخبراء متفجرات للمساعدة في إعادة بناء منطقة كورسك الروسية.
تعزيز القدرات الروسية
أوضح النائب لي سيونغ كوين، بعد إحاطة من وكالة الاستخبارات، أن كوريا الشمالية تواصل إرسال قوات وتزويد روسيا بالأسلحة، وأن هذا الدعم يلعب دوراً هاماً في جهود موسكو لاستعادة كورسك.
وأضاف أنه بعد إرسال 11 ألف جندي في أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا بالفعل عن نشر ثانٍ لـ 4000 جندي، ثم 6000 جندي إضافي من قوات البناء للمساعدة في إعادة بناء كورسك.
مشاركة بيونغ يانغ
أصبحت كوريا الشمالية أحد الحلفاء الرئيسيين لروسيا خلال حربها في أوكرانيا، حيث أرسلت آلاف الجنود وحاويات محملة بالأسلحة لمساعدة الكرملين.
وتُشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية زودت روسيا بملايين قذائف المدفعية، بالإضافة إلى صواريخ وأنظمة صواريخ بعيدة المدى.
اتفاقيات عسكرية
وقعت روسيا وكوريا الشمالية اتفاقية عسكرية العام الماضي تتضمن بنداً للدفاع المشترك، وذلك خلال زيارة نادرة للزعيم الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية.
وقتل نحو 600 جندي كوري شمالي وجرح الآلاف في المعارك إلى جانب روسيا، بحسب ما نقل النائب لي عن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي.