في خطوة تعزز القدرات الدفاعية، أبرمت السويد اتفاقًا مع شركة “ساب” لتصنيع معدات جديدة لـ 60 مقاتلة من طراز “جاس 39E غريبن”، وذلك بقيمة تقدر بنحو 275 مليون دولار أمريكي. هذا القرار يمثل تحولًا عن الخطة الأصلية التي كانت تعتمد على إعادة استخدام مكونات من طائرات “جاس 39C/D” الأقدم.
تحديث أسطول غريبن
يهدف هذا العقد إلى تحديث أسطول الطائرات المقاتلة السويدية، وتعزيز جاهزيتها العسكرية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. من خلال تصنيع مكونات جديدة كليًا، تضمن السويد بقاء أسطولها الجوي في قمة الأداء العملياتي، مع تجنب الاعتماد على الأنظمة القديمة التي قد تحد من مرونتها وقدرتها على الاستجابة.
أهمية برنامج JAS 39
لطالما شكل برنامج “جاس 39 غريبن” حجر الزاوية في استراتيجية الدفاع السويدية، حيث يوازن بين الكفاءة من حيث التكلفة والتكنولوجيا المتطورة. ومع ذلك، دفعت التوترات المتصاعدة في أوروبا، وخاصة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلى إعادة التفكير في هذه الاستراتيجية.
تعزيز الاكتفاء الذاتي
يسلط هذا التحول الضوء على اتجاه أوسع، حيث تعطي الدول الأولوية للاكتفاء الذاتي والقدرة على التكيف في التخطيط العسكري. لا يعزز العقد القوات الجوية السويدية فحسب، بل يبقي الباب مفتوحًا أمام المساعدة المستقبلية لأوكرانيا، الدولة التي تحتاج بشدة إلى أسلحة متطورة لمواجهة التحديات.
دور ريادي لـ “ساب”
تؤكد الاتفاقية أيضًا على خبرة “ساب” في مجال ابتكارات الطيران، حيث ستستفيد الشركة، الرائدة عالميًا في إنتاج الطائرات المقاتلة، من قدراتها التصنيعية المتقدمة لتقديم معدات حديثة. يعزز هذا بدوره الصناعة الدفاعية السويدية، ويخلق فرص عمل، ويعزز التقدم التكنولوجي.
ما هي JAS 39 Gripen؟
تعتبر “جاس 39 غريبن”، التي طورتها شركة “ساب”، واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة متعددة المهام تنوعًا في العالم. صُممت “غريبن” للتفوق في مهام جو-جو وجو-أرض، وتجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والكفاءة من حيث التكلفة، مما يجعلها الخيار المفضل بين الدول التي تسعى إلى تحقيق أداء عالٍ دون إنفاق مبالغ طائلة.
محرك قوي ورادار متطور
تتميز الطائرة بمحرك “جنرال إلكتريك F414G” يوفر قوة دفع تبلغ 22000 رطل، مما يتيح سرعة قصوى تصل إلى 2 ماخ [حوالي 1500 ميل في الساعة]. يتجاوز مداها 800 ميل، ويمكن زيادته باستخدام خزانات وقود خارجية، مما يسمح بمهام طويلة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود بشكل متكرر.
ميزات فريدة
تشتمل “غريبن E” على رادار “Raven ES-05” وهو رادار متطور يوفر قدرات فائقة في الكشف عن الأهداف وتتبعها على مسافات طويلة. يتيح هذا الرادار للطائرة الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد، حتى في البيئات المتنازع عليها.
لماذا تغير السويد نهجها؟
شهدت البيئة الأمنية في أوروبا تحولًا كبيرًا منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، مما دفع دولًا مثل السويد إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية. يعكس قرار إدارة المواد الدفاعية السويدية بإنتاج معدات جديدة لـ 60 طائرة من طراز “جاس 39E غريبن”، بدلاً من إعادة استخدام أجزاء من الطرازات القديمة، هذا الواقع الجديد.
مواجهة التهديدات
كشفت العملية العسكرية في أوكرانيا عن الحاجة إلى طائرات مقاتلة حديثة وموثوقة قادرة على مواجهة الخصوم المتطورين. تدرك السويد، وهي عضو جديد في حلف شمال الأطلسي، الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على أسطول قوي.
شراكة مع الناتو
يتماشى تحول السويد أيضًا مع التزاماتها الأوسع تجاه الناتو. بصفتها عضوًا جديدًا، تسعى البلاد إلى إظهار موثوقيتها، والمساهمة بقدرات متقدمة في الدفاع الجماعي. تعزز قابلية التشغيل البيني لـ “غريبن E” مع أنظمة الناتو دور السويد في العمليات المشتركة.
المزايا التقنية والاستراتيجية
يوفر إنتاج معدات جديدة لـ “جاس 39E غريبن” مزايا كبيرة على إعادة استخدام المكونات من الطرازات القديمة. تعمل الأجزاء المصنعة حديثًا على تحسين الموثوقية والأداء وإطالة العمر التشغيلي، مما يضمن بقاء القوات الجوية السويدية مستعدة للتحديات الحديثة.
تعزيز الأداء
تعمل المكونات المبنية حديثًا على التخلص من المخاطر المرتبطة بالأجهزة القديمة. يمكن أن تعاني الأجزاء المعاد استخدامها من طرازات “جاس 39C/D”، وبعضها يزيد عمره عن عقدين، من التآكل، مما يقلل من الجاهزية للمهام. يضمن الإنتاج الجديد تلبية كل نظام – من إلكترونيات الطيران إلى هياكل الطائرات – للمعايير الحديثة، مما يقلل من وقت التوقف عن الصيانة.
مرونة العمليات
من الناحية الاستراتيجية، يعزز القرار مرونة العمليات في السويد. مع وجود 60 طائرة “غريبن” مجهزة بالكامل، يمكن للقوات الجوية الحفاظ على وضع دفاعي قوي مع الحفاظ على خيار دعم الحلفاء مثل أوكرانيا.
التأثيرات المالية والصناعية
يمثل العقد البالغ 2.9 مليار كرونة سويدية بين إدارة المواد الدفاعية السويدية و”ساب”، استثمارًا كبيرًا في صناعة الدفاع السويدية. يمول هذا الطلب الإضافي لاتفاقية “غريبن E” لعام 2013 إنتاج معدات جديدة لـ 60 طائرة، ليحل محل الخطة السابقة لإعادة استخدام مكونات “جاس 39C/D”.
فوائد اقتصادية
تستفيد “ساب”، وهي شركة عملاقة في تصنيع الطيران، بشكل كبير. ينشط العقد خطوط الإنتاج، مما يخلق وظائف ذات مهارات عالية في الهندسة والتصنيع واللوجستيات. وفقًا للتوقعات المالية لشركة “ساب” لعام 2025، تعزز هذه الصفقات الإيرادات وتحفز الابتكار، مما يعزز مكانة الشركة في الأسواق العالمية.
دعم أوكرانيا
يمهد عقد إدارة المواد الدفاعية السويدية و”ساب” الطريق أمام “جاس 39E غريبن” للعب دور محوري في استراتيجية الدفاع السويدية والدعم المحتمل لأوكرانيا. من خلال إنتاج معدات جديدة لـ 60 طائرة، تضمن السويد بقاء قواتها الجوية قوية مع إبقاء الخيارات مفتوحة للمساعدات الدولية.
تعزيز القدرات
إن قدرات “غريبن E” المتقدمة تجعلها مرشحًا مثاليًا للقوات الجوية الأوكرانية، التي تعاني من طائرات عتيقة من الحقبة السوفيتية. إن قدرة الطائرة على العمل من مدارج قصيرة ومؤقتة تناسب ساحة المعركة الديناميكية في أوكرانيا.