الثلاثاء 19 أغسطس 2025
spot_img

حصول مصر على مقاتلة J-35 الصينية.. لماذا يقلق أمريكا وإسرائيل

spot_img

أثارت مساعي مصر للحصول على مقاتلات J-35 الشبح الصينية مخاوف في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يُنظر إلى هذه الخطوة كتحول استراتيجي نحو تعزيز الاستقلالية العسكرية المصرية وتنويع مصادر التسليح، مما قد يؤثر على توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط.

تحول استراتيجي جديد

تعتبر هذه الخطوة المصرية بمثابة تحول عن الاعتماد التقليدي على المساعدات والمعدات العسكرية الأمريكية، وتسعى القاهرة بنشاط إلى تنويع مصادر أسلحتها، بالتوجه نحو الصين ودول أخرى. هذا التحول يضع العلاقات مع واشنطن تحت ضغط متزايد، خاصة مع وجود اختلافات في الأولويات الإقليمية.

المقاتلة J-35، بتقنياتها المتطورة، قد تعيد تشكيل موازين القوى في منطقة تشهد توترات مستمرة. هذا التطور يثير تساؤلات حول دوافع القاهرة وقدرات المقاتلة وتأثيراتها الجيوسياسية الأوسع.

تعزيز التعاون العسكري

شهدت العلاقات العسكرية بين مصر والصين تعمقا ملحوظا، توج بتوقيع اتفاقية دفاعية في عام 2024. هذه الاتفاقية، التي تم توقيعها في بكين، تمهد الطريق لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتكنولوجيا.

تاريخيا، كانت الضغوط الأمريكية تحد من انخراط القاهرة مع بكين، لكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في عام 2014 شكلت نقطة تحول.

تلعب مصر الآن دورا رئيسيا في مبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يعزز التآزر الاقتصادي والعسكري. وتهدف القاهرة إلى توطين تكنولوجيات الدفاع المتقدمة وتقليل الاعتماد على الموردين الغربيين.

تهديد التوازن الإقليمي

يثير احتمال حصول مصر على مقاتلات J-35 قلق واشنطن وتل أبيب، وتسلط التقارير الأمريكية الضوء على المخاوف من أن التكنولوجيا الصينية الشبح قد تميل بميزان القوى العسكري في الشرق الأوسط. وتعتمد إسرائيل، التي تتمتع بتفوق جوي إقليمي، على طائرات أمريكية متطورة مثل F-35.

قدرات التخفي في J-35 يمكن أن تتحدى هذا التفوق، خاصة إذا نشرتها مصر بفعالية. وتخشى واشنطن من فقدان نفوذها لدى القاهرة، وهي حليف رئيسي يتلقى 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية سنوية من الولايات المتحدة.

استراتيجية الاستقلالية المصرية

تعمل مصر بنشاط على تنويع مصادر أسلحتها لتعزيز استقلاليتها. حصلت القاهرة على طائرات رافال الفرنسية ومقاتلات Su-35 الروسية، وتتطلع الآن إلى مقاتلات J-35 الصينية. وتقلل هذه الاستراتيجية من الاعتماد على الأسلحة الأمريكية، التي غالبا ما تأتي بشروط سياسية.

يشير الخبير العسكري المصري العميد محيي الدين إلى أن أداء الرافال يعزز القدرات القتالية لمصر، وإذا تم الحصول على J-35، فإنها ستضيف قدرات التخفي، لتكملة هذه الأصول.

دور مصر المتغير في الشرق الأوسط

يمكن أن يعيد استحواذ مصر المحتمل على مقاتلات J-35 تحديد نفوذها الإقليمي. حافظت القاهرة على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين. ويسلط هذا الاتفاق الضوء على الوجود الصيني المتنامي في الشرق الأوسط، حيث تستثمر بكين بكثافة في البنية التحتية والتجارة.

تعزز الاتفاقية الدفاعية لعام 2024 هذا الارتباط، ما يضع القاهرة كشريك رئيسي للصين. وفي الوقت نفسه، يتضاءل النفوذ الأمريكي حيث ترى القاهرة أن أولويات واشنطن تميل نحو إسرائيل. وتسعى مصر إلى شراكات متوازنة دون دفع ثمن سياسي باهظ.

المزايا التكنولوجية والعسكرية

توفر مقاتلة J-35، الصينية، مزايا كبيرة لمصر. صُممت المقاتلة لتقليل رؤيتها على الرادار، وتتفوق في التهرب من الدفاعات الجوية المتقدمة. يوفر محركاها نطاقا قتاليا يتجاوز 1200 ميل، وهو مثالي لحدود مصر الشاسعة.

مقارنة بطائرة رافال، فإن قدرات التخفي ودمج المستشعرات في J-35 تمنحها الأفضلية في المجال الجوي المتنازع عليه. يهدف الجيش المصري إلى توطين الإنتاج، وتعزيز صناعته الدفاعية.

مستقبل السياسة الخارجية المصرية

يمثل حصول مصر المحتمل على مقاتلات J-35 لحظة محورية. ويؤكد الاتفاق سعي القاهرة إلى الاستقلال العسكري والمرونة الاستراتيجية. ويتحدى الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، مما يثير تساؤلات حول الاستقرار الإقليمي.

توفر هذه الصفقة لمصر فرصا جديدة، من التكنولوجيا المتقدمة إلى الاستثمار الاقتصادي. ومع ذلك، يجب على القاهرة أن تتجنب التوترات مع واشنطن، الحليف القديم. يشير الاتفاق الدفاعي لعام 2024 مع بكين إلى تحول دائم، مع بروز مصر كقوة إقليمية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك