الثلاثاء 19 أغسطس 2025
spot_img

فرنسا تدمج الذكاء الاصطناعي في صواريخ آكرون لضرب أهداف خلف التضاريس

spot_img

عقد تطويري تاريخي

أعلنت شركة “نيود سيستمز” التابعة لتحالف “إم بي دي إيه” الأوروبي للصواريخ، عن توقيع عقدٍ مع المديرية العامة للتسليح الفرنسية (DGA) في 19 يونيو 2025؛ لتعزيز منظومة الصاروخ “أكيرون إم بي” بتقنيات الذكاء الاصطناعي عبر نظام “جراوند واردن”، في خطوةٍ تهدف لدعم التفوق التكنولوجي العسكري الفرنسي.

ميزات الصاروخ المتطورة

يصنف “أكيرون إم بي” كصاروخ من الجيل الخامس، يتميز بوزن يُقارب 15 كيلوجرامًا، ويصل مداه إلى 5 كيلومترات. يعتمد على تقنية توجيه ثنائية النمط تجمع بين الأشعة تحت الحمراء والمرئية، مما يمكنه من إصابة أهداف متنوعة مثل المدرعات والتحصينات بدقة عالية.

تمتلك المنظومة قدرات فريدة مثل التوجيه الليفي الضوئي، الذي يوصل فيديو حيًّا للمشغل لضبط المسار أثناء الطيران، حتى ضد الأهداف المتحركة. دخلت الخدمة بالقوات الفرنسية عام 2018، وصُدِّرت لدول منها مصر وأوكرانيا.

نظام “جراوند واردن” الذكي

يركز العقد الجديد على دمج وحدة الذكاء الاصطناعي المبتكرة، التي تزن أقل من 2 كيلوجرام، مع منصة إطلاق الصواريخ. تعالج الوحدة بيانات حية من مصادر متنوعة مثل الطائرات المسيرة وأجهزة الاستطلاع، لتقديم تحليلات فورية تعزز دقة الضربات خلف التضاريس.

خلال معرض “يوروساتوري 2024” العسكري في باريس،

نجح النظام في توجيه ضربة إلى هدفٍ مدرّع مخفي، عبر تنسيق وتحليل فوري للبيانات مع طائرة مسيرة، باستخدام وحدة الذكاء الاصطناعي، مما يقلل تعرُّض الجنود لنيران العدو. من المقرر إجراء تجارب إطلاق حقيقية نهاية 2025 للتصديق على النظام.

منافسة التكنولوجيا العالمية

تفوق “أكيرون إم بي” على نظيره الأمريكي “جافلين” بعدم حاجته للرؤية المباشرة للهدف، بينما يتفوق على الصاروخ الروسي “كورنيت” بمقاومة أعلى للإعاقة الإلكترونية. أما الصيني “إتش جيه-12” فلم يُختبر ميدانيًّا بنفس كثافة النسخة الفرنسية.

تأتي هذه التطويرات في إطار القانون العسكري الفرنسي (2024-2030)، الذي خصص 10 مليارات يورو للابتكار التقني. كما تعكس الاستراتيجية الأوروبية لتعزيز التعاون الدفاعي عبر اتفاقية مع “الناتو” في 17 يونيو 2025 لتبسيط صيانة المنظومة.

تحديات أمام النشر الواسع

رغم الإمكانيات الواعدة، تواجه المنظومة تحديات مثل الحرب الإلكترونية وتأخر مشروع “سكوربيون” الفرنسي لتحديث البنية التحتية الرقمية. كما أن تطوير النظام خلال 6 أشهر فقط يثير تساؤلات حول جاهزيته لساحات القتال المعقدة.

يُنتظر أن تؤثر نتائج التجارب الميدانية القادمة على توجهات دول “الناتو” في تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي، وسط سباق عالمي محتدم لتوظيف التقنيات الناشئة في المجال العسكري.

اقرأ أيضا

اخترنا لك