أعلن “كونسيرن كالاشنيكوف” الروسي عن تحديثات جوهرية في بندقيته الهجومية AK-308 المُحَمّلة بذخيرة 7.62×51 مم التابعة لحلف الناتو، في خطوة تُعيد تشكيل استراتيجية الشركة لدخول أسواق الأسلحة العالمية بنموذج يجمع بين الموثوقية الكلاسيكية ومتطلبات الحروب الحديثة، وفقًا لبيان صحفي رسمي صدر يوم 18 يونيو 2025.
محرك التطوير
تأتي التحديثات استجابة لتجارب قتالية من الحرب الأوكرانية، حيث استفاد المهندسون الروس من دروس عملية على أرض المعركة، خصوصًا من نموذج AK-12 الذي خضع لتحسينات كبيرة منذ عام 2023.
تهدف التعديلات إلى تعزيز الأداء في الظروف القتالية الصعبة، سواء للاستخدام المحلي أو للتسويق الخارجي، مع تركيز خاص على دول مثل الهند وباكستان والبرازيل التي تتجه تدريجياً لاعتماد معايير حلف الناتو في تسليحها.
مواصفات تقنية متفوقة
تحمل البندقية ذخيرة أثقل مقارنةً بالتصاميم الروسية التقليدية، حيث تصل سرعة الفوهة إلى 2800 قدم/الثانية، مع طاقة نارية تتجاوز 2600 قدم-رطل، مما يمنحها قدرة اختراق للدروع الحديثة على مسافات تصل إلى 600 متر.
تمت إضافة مقبض أمامي ممتد لتحسين التحكم، وزراديات قابلة للطي مع مسند خدّ قابل للتعديل، إلى جانب سكك “بيكاتيني” لتركيب المناظير الحديثة مثل نظارات الرؤية الحرارية، مما يحسن دقة التصويب في الظروف الليلية.
توجه استراتيجي نحو التصدير
تستهدف روسيا عبر هذا التطوير تعزيز تواجدها في السوق العالمية، خاصة مع تقارير عن اهتمام هندي بالبندقية الجديدة لاستبدال نظام “إنسا” القديم.
وتأتي المنافسة شرسة مع تصاميم غربية مثل FN SCAR-H وBeretta ARX160، لكن التكلفة المنخفضة لـAK-308 – الناتجة عن مشاركة مكونات مع AK-12 – قد تمنحها ميزة في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا.
تحديات تصنيعية
تواجه الشركة تحديات لوجستية بسبب العقوبات الغربية، التي قد تعيق الوصول إلى المكونات الإلكترونية الدقيقة اللازمة للأنظمة الذكية، مقارنةً بمنصات مثل XM7 الأمريكية المزودة بتقنيات الواقع المعزز.
من المتوقع أن تبدأ الإنتاج التسلسلي بحلول نهاية 2025، مع تركيز الاختبارات الحالية على تحمل الظروف القاسية مثل الطين والبرد الشديد، وهي سمة تاريخية لبنادق كلاشنيكوف.
تداعيات عملياتية
تشير التحليلات الميدانية من أوكرانيا إلى تزايد الاعتماد على الذخائر الثقيلة لاختراق التحصينات، حيث سجلت الطائرات المسيرة نسبة 70% من خسائر المعدات الروسية وفقًا لمعهد RUSI البريطاني.
رغم ذلك، تبقى فعالية AK-308 في مواجهة الحروب الاعتمادية على الطائرات المسيرة غير مختبرة، ما يدفع الخبراء للتشكيك في قدرتها على تغيير الموازين الاستراتيجية دون دمج أنظمة مضادة متطورة.