أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات مبكرة من صباح الأربعاء، اغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر عقب استهداف منطقة الضاحية الجنوبية ببيروت في لبنان مساء الثلاثاء.. فهل قٌتل ومن هو فؤاد شكر الذي وصفته قوات الاحتلال بأنه اليد اليمنى لزعيم حزب الله حسن نصر الله في حزب الله؟.
هل قتل فؤاد شكر؟
أعلنت قوات الاحتلال في بيان لها أنها قضت على سيد محسن (فؤاد شكر) القيادي البارز في حزب الله والمسؤول عن المنظومة الاستراتيجية للتنظيم، وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة الاغتيالات التي يقوم بها الاحتلال ضد قادة حزب الله، حي سبق شكر العديد من القادة البارزين في الحزب ومنهم وسام الطويل.
وأشار البيان إلى أن العملية نفذت بواسطة طائرات حربية، استناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة من هيئة الاستخبارات العسكرية، وأضاف البيان أن فؤاد شكر كان يُعتبر اليد اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومستشاره في شؤون التخطيط وإدارة الحرب.
لكن مصدر مقرّب من حزب الله، طلب عدم الكشف عن هويته، أفاد لوكالة فرانس برس بنجاة فؤاد شكر من الضربة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
77 قتيل ومصاب في الهجوم على ضاحية بيروت
خلال الهجوم الإسرائيلي على بيروت، قُتل ثلاثة مدنيين، هم سيدة وطفلان، وفقًا لتقرير وزارة الصحة اللبنانية الذي وصف الحصيلة بأنها “غير نهائية”، وأوضح البيان أن الهجوم أسفر أيضًا عن إصابة 74 شخصًا، منهم خمسة في حالة حرجة، وما زال البحث جاريًا عن مفقودين تحت الأنقاض.
ونددت إيران بالهجوم الإسرائيلي ووصفته بـ”الدنيء”، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن العمليات الإجرامية الدنيئة التي تقوم به العصابة الصهيونية لن تثني لبنان عن مواصلة مقاومتها ودعمها للفلسطينيين.
من هو فؤاد شكر الملقب بـ”الحاج محسن”؟
يعتبر فؤاد شكر أحد القادة البارزين في حزب الله ورئيس المنظومة الاستراتيجية للتنظيم، وفقاً لبيان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ذكر أن شكر انضم إلى حزب الله عام 1985، وأنه كان بمثابة يد حسن نصر الله اليمنى ومستشاره الخاص في شؤون إدارة الحرب والتخطيط.
مولده وانضمامه لحزب الله
ولد فؤاد شكر أو كما يلقب بـ “الحاج محسن” في عام 1962 ببلدة النبي شيت في بعلبك، وانضم إلى صفوف حزب الله منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
القائد العسكري
على الرغم من الغموض حوله وعدم معرفة كافة مهامه، إلا أن هناك تقارير تشير إلى أنه كان يشغل منصب القائد العسكري الأول للحزب في جنوب لبنان، بينما تشير معلومات أخرى إلى أنه كان من كبار مستشاري الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله،.
فوفقا لتسريبات سابقة فإن فؤاد شكر تولى منصب القائد العسكري للحزب بعد مقتل مصطفى بدر الدين في ظروف غامضة في سوريا عام 2016.
نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر من حزب الله أن شكر كان من مؤسسي التنظيم وكان من المقربين للقائد العسكري عماد مغنية الذي قتل عام 2008 في سوريا وكانت تربطهما علاقة وثيقة.
مسؤول عن هجوم مجدل شمس
وقال الاحتلال إن شكر كان مسؤولاً عن هجمات عدة ضد إسرائيل، مُحملا إياه مسؤولية هجوم مجدل شمس الذي أسفر مؤخرا عن مقتل 12 شخصًا.
وانخرط شكر بشكل مباشر في الصراع ضد إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر، واتهمته إسرائيل بالضلوع في قتل العديد من منها على مدى سنوات. إضافة إلى ذلك، كان مسؤولًا عن ترسانة الصواريخ المتنوعة التي يمتلكها حزب الله، وكذلك تطوير وتشغيل الطائرات المسيّرة.
وخلال التسعينيات، كان شكر -بحسب ما قاله الاحتلال- يُشجع على تنفيذ العمليات العسكرية ضد إسرائيل بحسب بيان قوات الاحتلال، وأنه في عام 2000 ساهم في اختطاف جثامين ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا بالقرب من السياج الأمني في منطقة جبل الروس على يد حزب الله، ومنذ ذلك الوقت، كان يشرف على العديد من العمليات الهجومية ضد إسرائيل.
5 ملايين دولار مكافأة أمريكية للقبض عليه
وأوضحت تقارير لواشنطن أن شكر كان له دور رئيسي في تفجير مقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، الذي أودى بحياة 241 من أفراد الجيش الأميركي، ما دفع الولايات المتحدة إلى وضع مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وفي سبتمبر 2019، صنفته وزارة الخارجية الأميركية كإرهابي عالمي، وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية في قائمة العقوبات في عام 2015 بموجب الأمر التنفيذي 13582.