في إطار تحليل شامل لأبعاد أسواق الطاقة العالمية، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، عن عدة تحديات تعيق تطور صناعة النفط، مشدداً على ضرورة تلبية الأسواق العالمية لاحتياجات إضافية من الخام.
نداء لتلبية احتياجات السوق
أوضح نوفاك في حديثه مع صحيفة “فيدوموستي” قبيل انطلاق منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن الأسواق تحتاج فعلاً لكميات إضافية من النفط، مع التأكيد على استعداد مجموعة “أوبك+” للاستجابة بمرونة لمتطلبات السوق.
وأشار إلى أن الأسعار التاريخية المعقولة تعزز الطلب على النفط في ظل المنافسة العالمية المستمرة على مصادر الطاقة، مما يدل على الحاجة العالمية الواضحة لكميات إضافية من الخام.
تحديات الأسعار العالمية
لفت نوفاك الانتباه إلى أن أسعار النفط الحالية لا تلبي احتياجات غالبية المنتجين الرئيسيين، متوقعاً تحسنًا ملحوظًا مع تراجع تأثير الضغوط السلبية على الأسواق.
وذكر نوفاك أن أسعار النفط تتأثر بعدة عوامل، منها التوترات الجيوسياسية وتعقيدات العرض والطلب. وأوضح أن الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة بين إيران وإسرائيل، يثير مخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة، خصوصًا عبر مضيق هرمز.
السياسات الغربية والتوترات الاقتصادية
اتهم نوفاك السياسات الغربية بتصعيد الحروب التجارية، واصفاً إياها بمحاولة للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية في عالم متعدد الأقطاب.
وحذر من انقسام العالم إلى كتل اقتصادية متعارضة، مشدداً على أهمية التركيز على الأجندة التنموية الوطنية وتعميق الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة.
فعالية اتفاق “أوبك+”
أكد نوفاك أن آلية اتفاق “أوبك+” تمثل الأداة الأكثر نجاحًا لضمان استغلال عمليات استخراج النفط بأقصى كفاءة، في ظل الضغوط الجيوسياسية والتوترات الإقليمية.
وأضاف أن التغيرات الخارجية، بما في ذلك العقوبات الحالية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، تؤكد أهمية الآلية الحالية في تنفيذ الاتفاق.
مرونة “أوبك+”
في سياق حديثه عن إمكانية مراجعة قرارات زيادة الإنتاج، أشار نوفاك إلى أن دول “أوبك+” تتابع تطورات السوق باستمرار، وأن التحالف مستعد للاستجابة بسرعة ل أي تغيرات قد تطرأ.
وشدد على أن المعايير الخاصة بالاتفاق يمكن تعديلها مستقبلاً لضمان التوازن بين العرض والطلب.
مشاريع الطاقة الصينية
كشف نوفاك عن اهتمام الصين بالمشاريع الروسية في نطاق البنية التحتية للنفط، بما في ذلك مشروع أنبوب نفطي مكمل لمشروع الغاز “قوة سيبيريا – 2”.
وأوضح أن تفاصيل المشروع تظل سرية، إذ يعود تنفيذها على الشركات المتخصصة. وأشار إلى أن توقعات “أوبك” تشير إلى زيادة سنوية في الطلب الصيني على النفط بنسبة 2.5% حتى عام 2050.
توجهات الطاقة العالمية
كما أشار نوفاك إلى الزيادة العالمية في استهلاك مختلف موارد الطاقة، مع إلقاء الضوء على إحياء الاهتمام بمحطات الطاقة النووية.
يُعقد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي هذا العام من 18 إلى 21 يونيو، تحت شعار “القيم المشتركة – أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب”، في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات متعددة تتطلب تسريع خطوات التحول الرقمي ومكافحة التغيرات المناخية.