تتزايد حدة التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث أسفرت الهجمات المتبادلة عن إطلاق طهران لعشرات الصواريخ تجاه تل أبيب ومناطق أخرى في الداخل الإسرائيلي. بعض هذه الصواريخ استطاعت اختراق الدفاعات الإسرائيلية، مما خلف دمارًا غير مسبوق.
بينما يواصل الجيش الإسرائيلي ضرب منشآت إيران النووية مستهدفًا قدراتها الصاروخية في إطار محاولاته للقضاء على ما يصفه بـ”التهديد النووي والصاروخي الإيراني”.
رغم قيود إسرائيل على نشر مقاطع الفيديو الخاصة بالمواقع العسكرية المُستهدفة، إلا أن تأثير الصواريخ الإيرانية على تل أبيب وحيفا كان ملحوظًا.
إطلاق صواريخ إيرانية
وفقًا لوكالة “فارس” الإيرانية، لم تسخّر إيران بعد كامل قدراتها الصاروخية المتطورة تجاه إسرائيل.
تشمل الترسانة الإيرانية صواريخ متوسطة المدى تصل مدتها لأكثر من 1000 كيلومتر، كما تشير التقارير إلى وجود صواريخ مثل “قدر” و”خرمشهر” المشتقة من التعاون الإيراني الكوري الشمالي.
بعض الصواريخ الإيرانية مزودة بمركبات عودة قابلة للمناورة، مما يعزز دقتها ويعطيها القدرة على المناورة داخل الغلاف الجوي.
كما شددت وكالة “فارس” على أن طهران لم تستخدم بعد صواريخ مثل “فتاح 2” والفئة الجديدة من صواريخ “سجيل”.
خلال اليومين الأولين من النزاع، أطلقت إيران قرابة 300 صاروخ باليستي، لكن خبراء أفادوا بأن الأسلحة الأكثر تطورًا لم تُستخدم بعد، مثل الصواريخ الباليستية فائقة الثقل وصواريخ كروز السريعة.
أحد الخبراء أشار إلى أن إيران قد تحتفظ ببعض الصواريخ لمراحل لاحقة من الصراع.
الترسانة الصاروخية الإيرانية
تشير تقارير من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إلى أن إيران تمتلك الترسانة الصاروخية الأكثر تنوعًا في الشرق الأوسط، بما في ذلك الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.
تحتوي بعض هذه الصواريخ على قدرات ضرب لمناطق بعيدة تشمل إسرائيل وجنوب شرق أوروبا.
استثمرت إيران بشكل كبير لتحسين دقة وفاعلية قوتها الصاروخية، مما جعلها وسيلة مهمة لتهديد القوات الأمريكية والقوات الشريكة في المنطقة.
صاروخ “فتاح-2”
تم الكشف عن صاروخ “فتاح-2” لأول مرة خلال زيارة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى منشأة جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني في نوفمبر 2023، ويصل مداه إلى 1500 كيلومتر.
استخدم هذا الصاروخ في الضربات الإيرانية ضد منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية “Arrow 2” و“Arrow 3” في أبريل 2024.
صاروخ “فتاح-2” مزود برأس حربي يزن 450 كغم، ويتميز بقدرته الكبيرة على المناورة لتجاوز الدفاعات الصاروخية.
وعند الإطلاق، يصل وزن الصاروخ إلى 12 طناً، ويبلغ طوله حوالي 15.3 متر وقطره تقريبًا مترًا واحدًا.
التطورات في تكنولوجيا الصواريخ
الأسلحة فرط الصوتية، القادرة على السفر بسرعة تزيد عن 5 ماخ، تمثل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الصاروخي. وتطوير إيران لهذه التكنولوجيا، يثير القلق بشأن الأمن الإقليمي.
تسليط الضوء على الصواريخ الفرط صوتية، وخاصةً سلسلة “فتاح”، يمثل تقدمًا ملحوظًا في القدرات العسكرية الإيرانية.
تطوير صاروخ “فتاح” يتماشى مع الهدف الاستراتيجي لإيران في تعزيز قدرتها الرادعة في ظل التوترات المتزايدة.
التكنولوجيا الخاصة بالصواريخ الإيرانية
تأكيد التقدم التكنولوجي تزامن مع الكشف عن الصاروخ “فتاح” الذي يمثل إضافة بارزة لترسانة إيران. الصاروخ مزود بأنظمة ملاحة متقدمة ليحقق دقة عالية خلال الرحلة.
صاروخ “فتاح” يستخدم نظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الاصطناعية، مما يعزز من دقته ويقلل من احتمال الخطأ.
الرأس الحربي للصاروخ مُصمم لإحداث دمار كبير عند الاصطدام، ما يزيد من خطورته كأداة ردع.
الاستراتيجية العسكرية الإيرانية
تطوير ونشر صاروخ “فتاح-2” يعكس قفزات كبيرة في التكنولوجيا العسكرية الإيرانية، حيث تأتي هذه القدرات لتعسير مهمة الدفاع حتى لأحدث الأنظمة.
دمج تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية يعكس جهود إيران المتواصلة للحفاظ على توازن أمني في سياق إقليمي سريع التغير.
الصواريخ فرط الصوتية تمثل تحديات جديدة للعالم، مما يتطلب إعادة تقييم القدرة الدفاعية المحيطة.
صاروخ “سجيل”
صاروخ “سجيل” هو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب، تم تطويره محليًا ويمتاز بمدى يلامس 2000 كيلومتر.
أطلق الصاروخ لأول مرة في أواخر التسعينيات ويجسد تحسنًا كبيرًا مقارنةً بالصواريخ السابقة بفضل استخدامه للوقود الصلب.
يبلغ طول “سجيل” 18 مترًا ويستطيع إيصال حمولة تزن 700 كغم إلى مدى يصل إلى 2000 كيلومتر.
تكنولوجيا “خرمشهر”
صاروخ “خرمشهر” يُصنف كصاروخ باليستي متوسط المدى، حيث يُعتقد أنه مستمد من تقنية صاروخ كوريا الشمالية “Musudan”.
يتميز بنطاق يصل إلى 2000 كيلومتر، بينما تم الإعلان عن إصدار مُعدل في 2019 زاد مدى الصاروخ إلى 3000 كيلومتر.
الخصائص الفريدة لـ”خرمشهر” تشمل أيضًا تكنولوجيا لمواجهة أنظمة الدفاع المتطورة، رغم بعض التحديات المرتبطة بدقة توجيهه.
تستخدم إيران هذا الصاروخ كجزء من استراتيجيتها الدفاعية الأوسع وتهدف لتعزيز قدرتها على ردع أي تهديدات محتملة.