الأربعاء 27 أغسطس 2025
spot_img

ارتفاع أسعار النفط بعد الضربة الإسرائيلية لإيران

spot_img

ارتفعت أسعار برميل نفط برنت بنسبة تقارب 6% لتسجل حوالي 73.5 دولار، بعد الضربة الأولى للعملية الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.

تداعيات تاريخية محتملة

تشير التوقعات إلى أن هذه الحرب قد تترك آثاراً خطيرة تذكر بفترات تاريخية سابقة مثل الحظر النفطي العربي عام 1973 والثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وصولاً إلى الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 والأزمة المالية العالمية عام 2008.

وفي سياق متصل، شهد سعر برميل نفط برنت ارتفاعاً بنسبة 1.5% يوم الخميس الماضي، عقب تصاعد التوترات مع الجمهورية الإسلامية بسبب المفاوضات النووية، ليصل إلى 68.7 دولار، مسجلاً زيادة مالية قدرها 6% خلال أسبوع واحد فقط.

الاعتماد على النفط

تشكل صادرات النفط جزءاً مهماً من الاقتصاد الإيراني، حيث تمثل نحو 16.2% من الناتج المحلي الإجمالي. اعتمدت موازنة العام المالي الإيراني الحالي، الذي بدأ في 21 مارس، على سعر برميل قدره 65.2 دولار.

على الرغم من ذلك، يثير الاعتماد على النفط مخاوف كثيرة بشأن مستقبل صادرات طهران. فقد أدت العقوبات الأمريكية إلى تراجع صادرات النفط الإيرانية بشكل ملحوظ، مما أثار قلق المسؤولين هناك.

تراجع صادرات إيران

وفقاً لبيانات شركة “فورتكسا”، بلغت صادرات إيران إلى الصين، أكبر عميل لها، حوالي 1.1 مليون برميل يومياً في مايو، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي. بينما كانت الصادرات في عام 2024 بلغت نحو 1.75 مليون برميل يومياً، حسب بيانات شركة الأبحاث “كبلر”.

هذا التراجع يعكس استياء الإيرانيين من إدارة الرئيس ترامب، حيث أن هذه العقوبات تؤثر بشكل كبير على اقتصادهم. ورغم ذلك، تواصل إيران تصدير حوالي 1.1 مليون برميل نفط يومياً إلى الأسواق العالمية، التي استهلكت نحو 103.75 مليون برميل يومياً في عام 2024، مع توقعات بزيادة consumption إلى 105.5 مليون برميل يومياً.

التهديدات المرتبطة بالصراع

في حال اندلاع حرب شاملة تؤدي لاستهداف البنية التحتية النفطية الإيرانية، قد تختفي حوالي 1% من الإمدادات النفطية العالمية. وهذه الأوضاع قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، حيث يعتمد جزء كبير من هذا السوق على ما تمر به إيران من أحداث.

تعتبر إيران المسيطر الرئيسي على مضيق هرمز، الذي يعد المدخل والمخرج الحيويان للخليج الفارسي. وفي حال فشل تصدير النفط الإيراني، قد تشهد المنطقة حصاراً بحرياً يؤثر على ما لا يقل عن 30% من التجارة العالمية للنفط.

أهمية مضيق هرمز

كما أن حوالي 35% من التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال تمر عبر مضيق هرمز، بقيادة شركة “قطر إنرجي”. لذا، فإن الرئيس الأمريكي يعكف على دراسة هذه الأبعاد بعناية، مدركاً أن المواجهة الحالية ليست مجرد صراع تقليدي في الشرق الأوسط.

لا تحتاج إيران لمهاجمة أهداف أمريكية لإدخال الولايات المتحدة في صراع، بل يكفي إغلاق مضيق هرمز لإحداث أزمات اقتصادية كبيرة تمس جميع الدول المعنية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك