الثلاثاء 22 يوليو 2025
spot_img

مصر تتابع بقلق سيطرة “الدعم السريع” على المثلث الحدودي

spot_img

أثارت سيطرة قوات الدعم السريع السودانية على منطقة المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا تساؤلات حول رد فعل القاهرة على هذه التطورات في مجريات الحرب بالسودان.

مراقبة مصرية دقيقة

أكد خبراء مصريون أن القاهرة تتابع عن كثب التطورات العسكرية في السودان، مع الاحتفاظ بحقها في الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي إذا تعرضت للتهديد المباشر. وأشاروا إلى أن هذه السيطرة تمثل مكسبًا معنويًا لقوات الدعم السريع بعد الخسائر التي تكبدتها في الخرطوم.

تقع منطقة المثلث الحدودي بالقرب من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتعتبر واحدة من الجبهات القتالية الرئيسية في النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

أعداد النازحين المرتفعة

تدخلت الحرب السودانية، التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، شهرها الثاني من عامها الثالث، وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد أسفرت الصراعات عن نزوح نحو 14 مليون شخص داخل وخارج البلاد، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

وقد أعلنت قوات الدعم السريع يوم الأربعاء عن سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي، مشيرة إلى أنها تمكنت من “تحرير المنطقة الاستراتيجية” التي تعتبر نقطة التقاء حيوية بين السودانية والليبية والمصرية، معلنة أنها ألقت خسائر فادحة على الجيش السوداني من حيث الأرواح والمعدات.

تحركات الجيش السوداني

جاء ذلك عقب إعلان من القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بإخلاء منطقة المثلث الحدودي كجزء من ترتيبات دفاعية. وأكدت القوات المسلحة أن هذه الخطوة تعكس خططًا لحماية السيادة الوطنية وتأمين المواقع الاستراتيجية في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة الحدودية.

تأتينا هذه التطورات بعد اتّهام الجيش السوداني لقوات الدعم السريع وقوات ليبية تابعة لقائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، بمهاجمة النقاط الحدودية في المثلث، مما اعتبره الجيش عدوانًا واضحًا على الأراضي السودانية.

الرؤية المصرية للأحداث

أوضح اللواء محمد صلاح أبو هميلة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي المصري، أن القاهرة تراقب الأوضاع عن كثب نظرًا لارتباطها المباشر بالأمن القومي للبلاد. كما قلل من تأثير السيطرة على هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن ذلك يعتبر محاولة للتغطية على الخسائر الأخيرة في الخرطوم.

فيما أشار اللواء سمير فرج، خبير عسكري مصري، إلى أن إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على المثلث الحدودي يشكل مكسبًا معنويًا، لكنه لا يعكس الواقع على الأرض. كما لفت إلى أن متابعة مصر للموقف مستمرة دون تدخل في الصراع.

تأكيدات حول الدعم المصري

يستمر قائد قوات الدعم السريع، حميدتي، في مزاعم تقديم مصر دعمًا عسكريًا للجيش السوداني. لكن الخارجية المصرية نفت هذه التصريحات، ودعت المجتمع الدولي للتحقق من مدى صحة اتهامات قائد الدعم السريع.

أوضح أبو هميلة أن مصر تدعم الشرعية في السودان سياسيًا دون الانخراط عسكريًا، معبرًا عن حرص القاهرة على استعادة المؤسسات السودانية في ظل الفوضى الحالية.

تعزيز العلاقات بين البلدين

في إطار التوجهات المصرية، أجرى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اتصالًا بنظيره السوداني المكلف، كامل الطيب إدريس، حيث أكدا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم في مختلف المجالات.

أما السفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، فقد ربط بين السيطرة على المثلث الحدودي والاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع بشأن الدعم العسكري الليبي. وأكد أن المعارك لم تنته بعد، مما يبرز الحاجة للمزيد من المراقبة.

خطط مستقبلية لقوات الدعم السريع

كما أشار حليمة إلى ضرورة تحرك مصر سريعًا في حال حدوث أي تهديد لحدودها الجنوبية، مشددًا على أن أمنها لا يزال أولوية. وتزايدت التوقعات بشأن نية قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها.

في وقتٍ سابق، أعلن حميدتي عن تشكيل حكومة “السلام والوحدة” لتكون بديلاً عن الحكومة السودانية الحالية التي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك