الأربعاء 2 يوليو 2025
spot_img

عناصر طالبان يكتبون مذكراتهم عن سنوات الحرب الطويلة

استغل عناصر حركة «طالبان» الهدوء النسبي في أفغانستان لتوثيق مذكراتهم الحربية، ساعين لتقديم روايتهم حول عشرين عامًا من الصراع ضد الغرب، الذي يصفونه بأنه شوه الحقائق. خضعت الحركة لتحديات عدة بعد استعادة السلطة في صيف عام 2021، حيث انتقلت من ميدان القتال إلى السرد التاريخي.

كتب مميزة عن الحرب

صدرت العديد من الكتب التي تناقش الحرب ضد «طالبان»، تسلط الضوء على الانتصارات العسكرية والاخفاقات الغربية في أفغانستان. وفي تقرير حديث لـ”وكالة الصحافة الفرنسية»، أكدت تلك الكتب على التحولات التي شهدتها البلاد بعد عودة الحركة إلى الحكم.

يوضح خالد زدران، العضو في «شبكة حقاني» وناطق شرطة كابل، أن الروايات الغربية تجاهلت الكثير من الحقائق المتعلقة بفترة الصراع. ويشير إلى أنه «مهما كتب الأجانب عنا، فقد تجاهلوا إلى حد كبير الحقائق التي دفعتنا إلى القتال».

مذكرات زدران

في كتابه الذي يحمل عنوان «15 دقيقة»، الذي صدر باللغة البشتونية، يستعرض زدران تفصيلات حول الغزو الأميركي لولاية خوست، موطنه. يحتوي الكتاب على 600 صفحة ترسم ملامح طفولته ومعاناة شعبه، وقصص عن أحداث مروعة عاشها.

عبر صفحات الكتاب، يسلط الضوء على الأهوال اليومية التي كان يشهدها، مشيرًا إلى أنه رأى «جثثًا ممزقة على جانب الطريق» في سياق سرده لمآسي الحرب.

الحقائق المفقودة

كما يبرز نائب وزير الإعلام والثقافة، مهاجر فرحي، حقيقة أن التدخل الأميركي في أفغانستان ألحق أضرارًا جسيمة بالبلاد، حيث يصفه بأنه «أعمال وحشية» ساهمت في تدمير البنية التحتية وزرع الفتنة. مؤكدًا أن «طالبان» سعت للتفاوض مع واشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر إلا أن تلك المحاولات لم تُجدي نفعًا.

ورغم ذلك، يشير فرحي إلى أن الاحتلال الأميركي كان مخططًا مسبقًا، مستعرضًا كيف انقلبت الأوضاع في البلاد بعد هجمات 11 سبتمبر، وما تبعه من تداعيات.

حرب استمرت 20 عامًا

استمرت الحرب في أفغانستان عشرين عامًا، حيث بدأت بعد غزو قوى «ناتو» بقيادة الولايات المتحدة. تكبدت البلاد خسائر فادحة، مع وفاة عشرات الآلاف من الأفغان وعدد كبير من الجنود الأجانب، منهم حوالي 2400 أميركي.

يؤكد فرحي أن هذه الحرب كانت ثمرة محاولات الغرب لفرض ثقافته في دول أخرى، مما أدي إلى هذه العواقب الوخيمة.

كتب تعكس السردية الحالية

إلى جانب كتب زدران، أصدرت «طالبان» كتابات أخرى تحتفي بمآثرها، لكنها تفتقر إلى سرد شخصي يعكس تجربة الحرب من وجهة نظر المقاتلين. يعبر زدران عن شعبية كتابه، حيث نُفذت طبعة من ألفي نسخة وسارعت مبيعاته مع اقتراب إصدار نسخة جديدة باللغة الدارية.

يتضمن الكتاب أيضًا فصولًا تتناول قصة بوي بيرغدال، الجندي الأميركي الذي احتجز كرهينة، لكن هناك نقص في تناول المدنيين الذين فقدوا حياتهم في الهجمات المختلفة.

التوجه نحو الدبلوماسية

يؤكد فرحي أن «طالبان» كانت حريصة على تجنب إراقة دماء المدنيين، موجهًا انتقادات للمواطنين الذين تعاونوا مع الشرطة الموالية للغرب. ويتناول الكتاب قصص الحرب بطريقة تغفل التغيرات التي حدثت في الحياة السياسية والاقتصادية منذ عام 2021.

في ظل هذا السياق، يشير فرحي إلى أن الحركة تتجه لاحقًا نحو الدبلوماسية، ساعيةً لكسب اعتراف دولي، رغم الانتقادات الموجهة لحكومتها فيما يتعلق بحقوق النساء.

«انتهت الحرب، ونرغب في علاقات جيدة مع الجميع»، يؤكد فرحي، حتى مع الدول التي يعتبرها هي «التنين المتعطش للدماء».

اقرأ أيضا

اخترنا لك